في الاستنجاء والمبالغة في الاجتناب عن النجاسات وأن العلم لا يحتاج [إليه] ظ للعمل في مثل ذلك فتأمل.
قيل لما نزلت قال النبي صلى الله عليه وآله: يا معشر الأنصار ما الذي صنعتم فقد نزلت فيكم؟ فخافوا أن نزلت فيهم ما يسوؤهم بفعلهم ذلك، فقالوا: نتبع الأحجار الماء، فتلا النبي صلى الله عليه وآله " فيه رجال يحبون أن يتطهروا " الخ [وقال:] فقد أثنى عليكم (1) فطابت نفوسهم على محبتهم وحرصهم على التطهير من النجاسات كحرص المحب على المحبوب ومحبة الله إياهم أنه يرضى عنهم ويحسن إليهم كما يفعل المحب بمحبوبه، وهي تشعر بالمدح على فعل مقدمات العبادات.
وتدل على حصول الأجر، بالسعي في عمل الخير من المقدمات القريبة و البعيدة، حتى الخطوات في تحصيل الحج وغير ذلك مع بعض الأخبار قوله تعالى:
" ذلك بأنهم " أي المسلمين المجاهدين " ولا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون (2) " أي كتب لهم ذلك العمل من الانفاق وقطع الوادي، أو كتب لهم به عمل صالح فيدل على استحباب ما يتوقف عليه المستحب، بل على وجوب ما يتوقف عليه الواجب فتأمل (3).
السادسة: وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام (4).