الجوع والعطش، ولهذا سمي شهر رمضان شهر الصبر، والضمير راجع إلى الاستعانة أو الصلاة صابرين على مشاقها، وعلى الأخير حذف ضمير الصوم للظهور واكتفي بإحداهما العمدة، ويحتمل كونه راجعا إلى جميع ما تقدم من تكاليف بني إسرائيل من قوله " اذكروا " الآية.
ويحتمل أن يكون المعنى واستعينوا على البلايا والنوائب بالصبر والصلاة والالتجاء إليهما، كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة ويحتمل كون الصلاة بمعنى الدعاء حينئذ فيكون الأمر بالدعاء والصبر عند البلايا [الخ] " وإنها لكبيرة " أي لشاقة على كل مكلف إلا على المتذللين و المستكينين، وثقيلة من قوله " كبر " على ما في الكشاف وسبب عدم ثقلها عليهم توقعهم ما وعده للمصلين والصابرين، بقوله " وبشر الصابرين (1) " الآية، و إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب (2) " كما يفهم من وصفهم بعده بقوله " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون " أي الذين يتوقعون لقاء ثوابه ويطمعون به كذا في الكشاف وفي مجمع البيان الظن هنا بمعنى العلم و اليقين.
العاشرة: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون (3).
الانصات هو الاستماع ويحتمل أن يكون مع السكوت، قيل: كانوا يتكلمون في الصلاة فأمروا باستماع قراءة الإمام، بل مطلق القراءة المسموعة، والانصات