إن كانا واجبين، والظاهر منها أن الصوم خير من اختيار الفدية قال في الكشاف وتفسير القاضي: " وأن تصوموا خير لكم " أيها المطيقون أو المطوقون (1) وحملتم على أنفسكم وجهدتم طاقتكم " خير لكم " من الفدية وتطوع الخير، فتدل على التخيير بين الفدية والصوم لهؤلاء الذين ذكرناهم، فيمكن القول به، لكن بشرط عدم حصول العلم بالضرر الذي يؤول إلى وجوب الافطار، والظاهر من عبارات الأصحاب هو جواز الافطار لا الوجوب " إن كنتم تعلمون " أي إن كنتم تعلمون ما في الصوم من الفضيلة والمصالح تعرفون أنه خير لكم من الفدية والإفطار، ويحتمل أن يكون معناه إن كنتم من أهل العلم والعقل السليم، والتميز بين الحسن والأحسن والقبيح والأقبح (2) تعرفون أنه خير لكم، فالجزاء محذوف، وليس ببعيد كونه إشارة إلى إظهار فضيلة الصوم كما مرت إليها الإشارة في الأخبار مطلقا من غير قيد بما نحن فيه كما هو الظاهر من المعنى الأخير الذي هو أولى وأعم فكأن معناه إن كنتم من أهل العلم والتميز تعرفون خيرية الصوم لكم من الافطار، وبالجملة لا يدل على خيرية الصوم في السفر والمرض عن الافطار كما هو المشهور في ألسنة الطلبة والعوام على طريق التخيير.
والآية دلت على وجوب الافطار للمريض والمسافر وكذا الأخبار بل إجماعهم أيضا على الظاهر، وعلى وجوب القضاء عليهما أيضا، ولكن إذا اتصل المرض إلى رمضان آخر، فهل يجب عليه القضاء أم لا؟ فعموم الآية يفيد ذلك، وذهب إليه بعض الأصحاب والمشهور عدمه لظهور الروايات الصحيحة مع عدم وجوب الفدية لتلك الروايات ويجب القضاء معها - وذهب إليه الصدوقان وقواه في الدروس وأيضا الشيخ زين الدين في شرح الشرايع - إذا لم يتصل المرض إلى رمضان آخر وصح فيما بينهما بحيث يقدر على القضاء وترك سواء كان متهاونا أم غيره، وهو من كان عازما وأخر باعتقاد وسعة الوقت، ثم حصل له مانع، مثل حيض أو مرض أو سفر ضروري، و