شيبتني سورة هود؟ فقال نعم، فقلت: ما الذي شيبتك منها أقصص الأنبياء؟ و هلاك الأمم؟ فقال: لا، ولكن قوله " فاستقم كما أمرت " (1) وعن جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام " فاستقم كما أمرت " قال: افتقر إلى الله بصحة العزم، وغيره من الأخبار عن أهل البيت عليهم السلام وأيضا قال في الفقيه قال أبو جعفر عليه السلام يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره، وقام وردا من ليلة، وحفظ فرجه ولسانه، وغض بصره وكف أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه، قال جابر قلت له: جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث؟ قال: ما أشد هذا من شرط (2) أتى (3) بهذه الآية الشريفة الدالة على أنه خبير بأحوالهم، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم، مجاز لهم بأعمالهم حتى يهون ذلك عليهم، ويكون حريصا عليها ففهم من الآية وجوب الايمان وقبوله، ووجوب قبول سائر الطاعات واعتقاد إجابة الدعاء، واعتقاد أنه سميع عليم، وأنه ليس في جهة ولا مكان إذ لو كان كذلك لما قرب إلى كل داع، ثم بين أحكام الصوم وكيفية فعله بعد أن بين الفاعل فقال:
أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفى عنكم فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون (4).