لكن أراد جابر التأكيد في ذلك والقصة التي في حديث أم عطية نهى بعد إباحة فكان ظاهرا في التحريم فأرادت ان تبين لهم انه لم يصرح لهم بالتحريم والصحابي اعرف بالمراد من غيره وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في كتاب الجنائز * الحديث الثاني (قوله حدثنا المكي بن إبراهيم عن ابن جريج قال عطاء وقال جابر قال أبو عبد الله وقال محمد بن بكر عن ابن جريج اخبرني عطاء سمعت جابر بن عبد الله) اما قوله وقال جابر فهو معطوف على شئ محذوف يظهر مما تقدم في باب من أهل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كاهلال النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الحج وفى باب بعث على إلى اليمن من أواخر المغازي بهذين السندين معلقا وموصولا ولفظه أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا ان يقيم على احرامه فذكر هذه القصة ثم قال وقال جابر أهللنا بالحج خالصا واما التعليق فوصله الإسماعيلي من الطريق المذكورة عن محمد بن بكر وخرجه أيضا من طريق يحيى القطان عن ابن جريج وأفادت رواية محمد بن بكر التصريح بسماع عطاء من جابر وقوله في أناس معه فيه التفات ونسق الكلام أن يقول معي ووقع كذلك في رواية يحيى القطان وقوله أهللنا بالحج خالصا ليس معه عمرة هو محمول على ما كانوا ابتدؤا به ثم وقع الاذن بادخال العمرة على الحج وبفسخ الحج إلى العمرة فصاروا على ثلاثة انحاء مثل ما قالت عائشة منا من أهل بحج ومنا من أهل بعمرة ومنا من جمع وقد تقدم ذلك مشروحا في كتاب الحج وقوله وقال عطاء عن جابر هو موصول بالسندين المذكورين (قوله صبح رابعة) تقدم بيانه في حديث انس في الباب المشار إليه (قوله قال عطاء قال جابر) هو موصول بالسند المذكور وقوله وقال محمد بن بكر عن ابن جريج هو موصول عند الإسماعيلي كما تقدم (قوله ولم يعزم عليهم) أي في جماع نسائهم أي لان الامر المذكور انما كان للإباحة ولذلك قال جابر ولكن أحلهن لهم وقد تقدم في الباب المذكور قالوا أي الحل قال الحل كله (قوله فبلغه انا نقول لما لم يكن بيننا وبين عرفة الا خمس ليال) أي أولها ليلة الأحد وآخرها ليلة الخميس لان توجههم من مكة كان عشية الأربعاء فباتوا ليلة الخميس بمعنى ودخلوا عرفة يوم الخميس (قوله فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المذي) في رواية المستملى المنى وكذا عند الإسماعيلي ويؤيده ما وقع في رواية حماد بن زيد بلفظ فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا وانما ذكر منى لانهم يتوجهون إليها قبل توجههم إلى عرفة (قوله ويقول جابر بيده هكذا وحركها) أي امالها وفى رواية حماد بن زيد بلفظ فقال جابر بكفه أي أشار بكفه قال الكرماني هذه الإشارة لكيفية التقطر ويحتمل أن تكون إلى محل التقطر ووقع في رواية الإسماعيلي قال يقول جابر كأني انظر إلى يده يحركها وهذا يحتمل ان يكون مرفوعا (قوله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) زاد في رواية حماد خطيبا فقال بلغني ان أقواما يقولون كذا وكذا (قوله قد علمتم انى أتقاكم لله وأصدقكم) في رواية حماد والله لأنا أبر وأتقى لله منهم (قوله ولولا هديي لحللت كما تحلون) في رواية الإسماعيلي لأحللت وكذا مضى في باب عمرة التنعيم من طريق حبيب المعلم عن عطاء عن جابر وهما لغتان حل وأحل وتقدم شرح الحديث هناك الا انه لم يذكر فيه كلام جابر بتمامه ولا الخطبة (قوله فحلوا) كذا فيه بصيغة الامر من حل وقوله فحللنا وسمعنا وأطعنا في رواية الإسماعيلي فأحللنا * الحديث الثالث (قوله عبد الوارث) هو ابن سعيد وحسين هو ابن ذكوان المعلم ووقع منسوبا في رواية الإسماعيلي وابن بريدة هو عبد الله
(٢٨٨)