سعيد عن ابن الساعدي وخالفه عمرو بن الحرث عن بكير فقال عن ابن السعدي وهو المحفوظ * تنبيه * أخرج مسلم أيضا هذا الحديث من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري عن السائب ابن يزيد عن عبد الله بن السعدي عن عمر فلم يسق لفظه بل أحال على سياق رواية سالم بن عبد الله ابن عمر عن أبيه وسقط من السند حويطب بن عبد العزى بين السائب وابن السعدي ووهم المزي في الأطراف تبعا لخلف فأثبت حويطب بن عبد العزى في السند في رواية مسلم وزعم أنه وقع في روايته ابن الساعدي بزيادة الف وليس ذلك في شئ من نسخ صحيح مسلم لا اثبات حويطب ولا الألف في الساعدي وقد نبه على سقوط حويطب من سند مسلم أبو علي الجياني والمازري وعياض وغيرهم ولكنه ثابت في رواية عمرو بن الحرث في غير كتاب مسلم كما أخرجه أبو نعيم في المستخرج ووقع عند ابن خزيمة من طريق سلامة عن عقيل عن ابن شهاب حدثني السائب ان حويطبا أخبره ان عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخبره فذكره وهو وهم من سلامة قاله الرهاوي (قوله إنه قدم على عمر في خلافته فقال له عمر ألم أحدث) بضم أوله وفتح المهملة وتشديد الدال (قوله انك تلي من أعمال الناس) أي الولايات من إمرة أو قضاء ووقع في رواية بسر بن سعيد عند مسلم استعملني عمر على الصدقة فعين الولاية (قوله العمالة) بضم المهملة وتخفيف الميم أي اجرة العمل واما العمالة بفتح العين فهي نفس العمل (قوله ما تريد إلى ذلك) أي ما غاية قصدك بهذا الرد وقد فسره بقوله وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين (قوله فقلت ان لي أفراسا) بفاء ومهملة جمع فرس (قوله وأعبدا) للأكثر بضم الموحدة وللكشميهني بمثناة بدل الموحدة جمع عتيد وهو المال المدخر وقد تقدم تفسيره في كتاب الزكاة ووقع عند ابن حبان في صحيحه من طريق قبيصة بن ذؤيب ان عمر أعطى ابن السعدي ألف دينار فذكر بقية الحديث نحو الذي هنا ورويناه في الجزء الثالث من فوائد أبي بكر النيسابوري الزيادات من طريق عطاء الخراساني عن عبد الله بن السعدي قال قدمت على عمر فأرسل إلي ألف دينار فرددتها وقلت انا عنها غني فذكره أيضا بنحوه واستفيد منه قدر العمالة المذكورة (قوله فاني كنت أردت الذي أردت) بالفتح على الخطاب (قوله يعطيني العطاء) أي المال الذي يقسمه الامام في المصالح ووقع في رواية بسر بن سعيد عند مسلم فاني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني بتشديد الميم أي أعطاني أجرة عملي فقلت مثل قولك (قوله فأقول أعطه أفقر إليه مني) في رواية سالم فأقول يا رسول الله والباقي سواء قال الكرماني جاز الفصل بين أفعل التفضيل وبين كلمة من لان الفاصل ليس أجنبيا بل هو ألصق به من الصلة لأنه يحتاج إليه بحسب جوهر اللفظ والصلة محتاج إليها بحسب الصيغة (قوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه فتموله وتصدق به) في رواية سالم بن عبد الله أو تصدق به بلفظ أو بدل الواو وهو أمر إرشاد على الصحيح قال ابن بطال أشار صلى الله عليه وسلم على عمر بالأفضل لأنه وإن كان مأجورا بايثاره لعطائه عن نفسه من هو أفقر إليه منه فان اخذه للعطاء ومباشرته للصدقة بنفسه أعظم لاجره وهذا يدل على عظيم فضل الصدقة بعد التمول لما في النفوس من الشح على المال (قوله غير مشرف) بضم أوله وسكون المعجمة كسر الراء بعدها فاء أي متطلع إليه يقال أشرف الشئ علاه وقد تقدم بيانه في كتاب الزكاة في باب من أعطاه الله شيئا من غير مسئلة (قوله ولا سائل) أي طالب قال النووي فيه النهي عن السؤال وقد اتفق
(١٣٤)