أبو السنابل فقال كأنك تريدين الزوج فقالت نعم أو كما قالت قال لا حتى تمضى أربعة أشهر وعشرا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال كذب أبو السنابل إذا اتاك من ترضين فأخبريني - هذا مرسل حسن وله شواهد (وقد روينا) عن جماعة من الصحابة والتابعين تبيين حال من وجد منه ما يوجب رد خبره وليس ههنا موضعه الا ان الشافعي رحمه الله ادخل هذه المسألة خلال مسألة شهادة أهل الأهواء فأشرنا إلى بعض أدلتها وبالله التوفيق (وأما الحديث الذي أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري قالا ثنا أبو شجاع أحمد بن محمد الصيدلاني ثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يعرفه الناس ويحذره الناس - فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري وانكره عليه أهل العلم بالحديث (سمعت) أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر جده في مقبرة الحسين بن معاذ يقول يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك (قال الشيخ) وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ولم يصح فيه شئ (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قال قرئ على إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار (1) وانا اسمع قال ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا داود بن الجراح أبو عصام العسقلاني (2) ثنا أبو سعد الساعدي عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القى جلباب الحياء فلا غيبة له - وهذا أيضا ليس بالقوى والله أعلم باب ما تجوز به شهادة أهل الأهواء قال الشافعي رحمه الله كل من تأول فأتى شيئا مستحلا كان فيه حد أو لم يكن لم ترد شهادته بذلك ألا ترى ان ممن حمل عنه الدين ونصب علما في البلدان من قد استحل المتعة، ومنهم من يستحل الدينار بعشرة دنانير يدا بيد، ومنهم من قد تأول فاستحل سفك الدماء، ومنهم من تأول فشرب كل مسكر غير الخمر، ومنهم من أحل اتيان النساء في ادبارهن، ومنهم من أحل بيوعا محرمة عند غيره فإذا كان هؤلاء مع ما وصفت أهل ثقة في دينهم وقناعة عند من عرفهم وقد ترك عليه (3) ما تأولوا فأخطأوا فيه ولم يخرجوا بعظيم الخطأ إذا كان منهم على وجه الاستحلال كان جميع أهل الأهواء في هذه المنزلة (أخبرنا) أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان (ح وأخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري (ح قال وحدثنا) حجاج يعنى ابن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري حدثني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني انه أخبره يزيد بن عميرة صاحب معاذ أن معاذا رضي الله عنه كان يقول كلما جلس مجلس ذكر الله حكم عدل وقال أبو اليمان قسط تبارك اسمه هلك المرتابون فقال معاذ بن جبل يوما في مجلس جلسه وراءكم فتن يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير فيوشك قائل أن يقول فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن والله ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع فان ما ابتدع ضلالة واحذروا زيغة الحكيم فان الشيطان قد يقول كلمة الضلال (4) على فم الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق قال قلت له وما يدريني يرحمك الله ان الحكيم يقول كلمة الضلالة وان المنافق يقول كلمة الحق قال اجتنب من كلام الحكيم المشتبهات التي تقول ما هذه ولا ينئينك ذلك منه فإنه لعله ان يراجع ويلقى الحق إذا سمعه فان على الحق نورا - وفي رواية القاضي ولا يثنينك ذلك عنه (ورواه) عقيل عن الزهري فقال في الحديث ولا يثنينك ذلك عنه - فأخبر معاذ بن جبل ان زيغة الحكيم لا توجب
(٢١٠)