وان قريشا ما تشق غباره * إذا ما جرى يوما على الضمر البدن وفيه الذي فيهم من الخير كله * وما فيهم كل الذي فيه من حسن (حدثنا) أبو الفضل الحسن بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا العلاء بن صالح عن عدى ابن ثابت عن أبي راشد قال لما جاءت بيعة علي إلى حذيفة قال لا أبايع بعده الا أصعر أو أبتر (1) * (قال الحاكم) هذه الأخبار الواردة في بيعة أمير المؤمنين كلها صحيحة مجمع عليها فاما قول من زعم أن عبد الله ابن عمر وأبا مسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الأشعري ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد قعدوا عن بيعته فان هذا قول من يجحد حقيقة تلك الأحوال فاسمع الآن حقيقتها * (حدثنا) أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا شريك عن أبي الصيرفي عن أبي قبيصة عمر بن قبيصة عن طارق بن شهاب قال رأيت عليا رضي الله عنه على رحل رث بالربذة وهو يقول للحسن والحسين مالكما تحنان حنين الجارية والله لقد ضربت هذا الامر ظهر البطن فما وجدت بدا من قتال القوم أو الكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وآله * (فاما عبد الله) بن عمر (فحدثنا) بصحة حاله فيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهدي بن رستم ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة القرشي حدثني أبي عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر انه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال يا أبا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اتسمت بسمتك واقتدى بك في امر فرقة الناس واعتزل الشر ما استطعت واني اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد اخذت " بقلبي فأخبرني عنها أرأيت قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيئ إلى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين أخبرني عن هذه الآية فقال عبد الله مالك ولذلك انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده واقبل علينا عبد الله بن عمر فقال ما وجدت في نفسي من شئ في امر هذه الآية ما وجدت في نفسي اني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله عز وجل * هذا باب كبير قد رواه عن عبد الله بن عمر جماعة من كبار التابعين وإنما قدمت
(١١٥)