عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول ما لاحد توبة ان ترك دينه بعد اسلامه ومعرفته فانزل الله فيهم يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل فصاح بها فجلس على بعيره ثم لحق بالمدينة رضي الله عنه * (ذكر مناقب عكرمة بن أبي جهل واسم أبيه مشهور) (حدثنا) أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين ثنا محمد بن عمران أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عاقلة أسلمت ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وآله الأمان لزوجها فأمرها برده فخرجت في طلبة وقالت له جئتك من عند أوصل الناس وابر الناس وخير الناس وقد استأمنت لك فآمنك فرجع معها فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فان سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وآله استبشر ووثب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما على رجليه فرحا بقدومه (1) * (أخبرناه) محمد بن محمد البغدادي ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح عامدا إلى اليمين وأقبلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة وهي تحت عكرمة بن أبي جهل فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله في طلب زوجها فاذن لها وآمنه فخرجت برومي لها فراودها عن نفسها فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى قدمت على أناس من عكة فاستغاثتهم عليه فأوثقوه فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب في سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز هاهنا أحد يدعو شيئا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة والله لئن كان في البحر وحده انه في البر وحده اقسم بالله لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وآله فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فبايعه فقبل منه ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال وأنت لو رأيتنا بالخندمة (2) * إذ فر صفوان وفر عكرمة
(٢٤١)