محمد بن إسحاق قال شهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين وقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين من الهجرة وكان لخزيمة اخوان يقال لأحدهما دحرج وللآخر عبد الله * (حدثني) محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر المدني عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال كان جدي كافا بسلاحه يوم الجمل ويوم صفين حتى قتل عمار بن ياسر فلما قتل عمار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول تقتل عمارا الفئة الباغية قال فسل سيفه فقاتل حتى قتل * (ذكر مناقب صهيب بن سنان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله) (حدثنا) أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر قال صهيب بن سنان ابن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر وكان أبوه (1) سنان بن مالك عاملا لكسرى على الإيلة وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبي صهيب وهو غلام صغير قال عمه * انشد بالله الغلام النمري * دج به الروم وأهلي بالنبي قال والنبي اسم القرية التي كان بها أهله فنشأ صهيب بالروم فابتاعته منهم كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله ابن جدعان التيمي فأعتقه فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي صلى الله عليه وآله قال ابن عمر فحدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وآله فيها فقلت له ما تريد فقال لي ما تريد أنت فقلت أردت أن ادخل على محمد فاسمع كلامه قال وانا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا الاسلام فأسلمنا ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون قال ابن عمرو حدثني عاصم بن سويد من بنى عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم آخر الناس في الهجرة لي المدينة علي وصهيب بن سنان وذلك للنصف من ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وآله بقباء لم يرم بعد وشهد صهيب بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول جميعهم * قال ابن عمر وحدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع وكان يكنى أبا يحيى *
(٣٩٧)