بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا انها صدقة بمكانها من الحرم لاتباع ولا تورث شهد هشام بن العاص وفلان مولى هشام بن العاص قال فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون ويؤاجرون ويأخذون عليها حتى كان زمن أبى جعفر * قال محمد بن عمر فأخبرني أبي عن يحيى بن عمر ان بن عثمان ابن الأرقم قال إني لأعلم اليوم الذي وقع في نفس أبي جعفر انه يسعى بين الصفا والمروة في حجة حجها ونحن على ظهر الدار فيمر تحتنا لو أشاء ان آخذ قلنسوته لاخذتها وانه لينظر الينا من حين يهبط الوادي حتى يصعد إلى الصفا فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممن بايعه ولم يخرج معه فتعلق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة ان يحبسه ويطرحه في الحديد ثم بعث رجلا من أهل الكوفة يقال له شهاب ابن عبد رب وكتب معه إلى عامله بالمدينة ان يفعل ما يأمره فدخل شهاب على عبد الله بن عثمان الحبس وهو شيخ كبير ابن بضع وثمانين سنة وقد ضجر في الحديد والحبس فقال هل لك ان أخلصك مما أنت فيه وتبيعني دار الأرقم فان أمير المؤمنين يريدها وعسى ان بعته إياها ان أكلمه فيك فيعفو عنك قال إنها صدقة ولكن حقي منها له ومعي فيها شركاء اخوتي وغيرهم فقال إنما عليك نفسك اعطنا حقك وبرئت فاشهد له وكتب عليه كتاب شراء على سبعة عشر ألف دينار ثم تتبع اخوته ففتنهم كثرة المال فباعوه فصارت لأبي جعفر ولمن اقطعها ثم صيرها المهدى للخيزران أم موسى وهارون فبنتها وعرفت بها ثم صارت لجعفر بن موسى الهادي ثم سكنها أصحاب السطوي والعدني ثم اشترى عامتها أو أكثرها غسان بن عباد ولد جعفر بن موسى واما دار الأرقم بالمدينة في بنى زريق فقطيعة من النبي صلى الله عليه وآله (قال) ابن عمر وحدثني محمد بن عمران بن هند عن أبيه قال حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة فأوصى ان يصلي عليه سعد فقال مروان أتحبس صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل غائب أراد الصلاة عليه فأبى عبد الله بن الأرقم ذلك على مروان وقامت معه بنو مخزوم ووقع بينهم كلام ثم جاء سعد فصلى عليه وذلك سنة خمس وخمسين بالمدينة وهلك الأرقم وهو ابن
(٥٠٣)