(أخبرنا) الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا معلى بن مهدي الموصلي ثنا عمران بن خالد الخزاعي البناني عن انس بن مالك قال دخل سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهو متكئ على وسادة فألقاها له فقال سلمان صدق الله ورسوله فقال عمر حدثنا يا أبا عبد الله قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ثم قال لي يا سلمان مامن مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقى له وسادة اكراما له الا غفر الله له * (حدثنا) أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل من أصل كتابه ثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب ببغداد ثنا علي بن عاصم ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن زيد بن صوحان ان رجلين من أهل الكوفة كانا صديقين لزيد بن صوحان أتياه ليكلم لهما سلمان ان يحدثهما حديثه كيف كان اسلامه فأقبلا معه حتى لقوا سلمان وهو بالمداين أميرا عليها وإذا هو على كرسي قاعد وإذا خوص بين يديه وهو يسفه قالا فسلمنا وقعدنا فقال له زيد يا أبا عبد الله ان هذين لي صديقان ولهما أخ وقد أحبا ان يسمعا حديثك كيف كان بدؤ اسلامك قال فقال سلمان كنت يتيما من رام هرمز وكان ابن دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر منى وكان مستغنيا بنفسه وكنت غلاما قصيرا وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه ثم صعد الجبل وكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت له انك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بي معك قال أنت غلام وأخاف ان يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فان في هذا الجبل قوما في برطليهم لهم عبادة ولهم صلاح يذكرون الله تعالى ويذكرون الآخرة ويزعموننا عبدة النيران وعبدة الأوثان وانا على دينهم قال قلت فاذهب بي معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وانا أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبى فيقتل القوم فيكون هلاكهم على يدي قال قلت لن يظهر منى ذلك فأستأمرهم فأتاهم فقال غلام عندي يتيم فأحب ان يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا إن كنت تثق به قال أرجو أن لا يجيئ منه الا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استأذنت في أن تجيئ معي فإذا كانت الساعة التي رأيتني اخرج فيها فأتني ولا يعلم بك أحد فان أبى ان علم بهم قتلهم قال فلما كانت الساعة التي يخرج تبعته فصعدنا الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال على واراه قال وهم ستة أو سبعة قال وكان الروح قد خرج منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل ويأكلون عند السحر ما وجدوا فقعدنا إليهم فاثنى الدهقان على حبر فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى ذكر عيسى ابن مريم عليهما السلام فقالوا بعث الله تعالى عيسى عليه السلام رسولا وسخر له ما كان يفعل من احياء الموتى وخلق الطير وابراء
(٥٩٩)