عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قرأنا المفصل حينا وحججا بمكة ليس فيها يا أيها الذين آمنوا * هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه * (كتاب المغازي والسرايا) (حدثنا) الحاكم وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في ذي الحجة سنة احدى وأربع مائة * (كتاب المغازي والسرايا) وسائر الوقائع من الهجرة ووفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد اتفق الشيخان على كنه ما يصح في هذا الكتاب وفيه اخبار كثيرة مدارها على أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه وقد تفرد باخراجها مسلم رحمة الله وقد بقي عليهما اخبار يسيرة رواتها ثقات ممن لم يخرجوا عنهم فمنها (ما حدثناه) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ابن إسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير (قالا) رأت عاتكة بنت عبد المطلب رضي الله عنها فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو الغفاري على قريش بمكة بثلاث ليال رؤيا فأصبحت عاتكة فأعظمتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني ليدخلن على قومك منها شر وبلاء فقال وما هي فقالت رأيت فيما يرى النائم ان رجلا اقبل على بعير له فوقف بالا بطح فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم أرى بعيره دخل به المسجد واجتمع الناس إليه ثم مثل به بعيره فإذا هو على رأس الكعبة فقال انفروا يا آل عذر لمصارعكم في ثلاث ثم إن بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم اخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوى حتى إذا كانت في أسفل الجبل ارفضت فما بقيت دار من دور قومك ولا بيت الا دخل فيه بعضها فقال العباس والله ان هذه لرؤيا فاكتميها قالت وأنت فاكتمها لئن بلغت هذه قريشا ليؤذوننا فخرج العباس من عندها ولقى الوليد بن عتبة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه فتحدث بها ففشا الحديث قال العباس والله اني لغاد إلى الكعبة لأطوف بها إذ دخلت المسجد فإذا أبو جهل في نفر من قريش يتحدثون عن رؤيا عاتكة فقال أبو جهل يا أبا الفضل متى حدثت هذه النبية فيكم قلت وما ذاك قال رؤيا رأتها عاتكة بنت عبد المطلب اما رضيتم يا بنى عبد المطلب ان يتنبأ رجالكم حتى تنبأ نساؤكم فسنتربص بكم هذه الثلاث التي ذكرت عاتكة فإن كان حقا فسيكون والا كتبنا عليكم كتابا انكم أكذب أهل بيت في العرب فوالله ما كان إليه مني من كبير الا اني أنكرت ما قالت فقلت ما رأت شيئا ولا سمعت بهذا فلما أمسيت لم تبقى امرأة من بنى عبد المطلب الا أتتني فقلن أصبرتم لهذا الفاسق الخبيث ان يقع في رجالكم ثم تناول النساء وأنت تسمع فلم يكن عندك في ذلك
(١٩)