لحاف فقال للقوم قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا ثم قال ما رابك انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا محصنا قال اشهد الله عليكم قالوا نعم قال فانصرف إلى أهله وكتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى فاتاه امر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يلبث ان بعث ابا موسى الأشعري أميرا على البصرة فأرسل أبو موسى إلى المغيرة ان أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت وأبو بكرة وشهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن كان مصدوقا عليك فارتحل القوم أبو بكرة وشهوده والمغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال هات ما عندك يا أبا بكرة قال اشهد اني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال اشهد اني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معبد البجلي فسأله فشهد كذلك ثم قدموا زيادا فقال ما رأيت فقال رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدرى ما وراء ذلك فكبر عمر وفرح إذ نجا المغيرة وضرب القوم الا زيادا قال كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولى عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة وكانت وفاته في سنة تسع عشرة وكان عتبة يكره ذلك ويدعو الله ان يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من امر المغيرة ما كان * (حدثنا) أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال فتحت مصر سنة عشرين وفيها كان فتح الفرات عنوة وقيل افتتحها المغيرة بن شعبة وكان استخلفه عتبة بن غزوان وتوجه إلى عمر وأمر عمر المغيرة بن شعبة على البصرة وكتب إليه بعهده فكان من امره وأمر أم جميل القيسية ما كان * (فحدثني) الزبير بن عبد الله البغدادي ثنا محمد بن حماد ثنا محمد بن أبي السرى ثنا هشام بن الكلبي حدثني عبد الرحمن بن سعيد الكندي قال شهدنا جنازة المغيرة بن شعبة فلما دلى في حفرته وقف عليها رجل فقال من هذا المرموس فقلنا أمير الكوفة المغيرة بن شعبة فوالله ما لبث ان قال * أرسم ديار بالمغيرة تعرف * عليه روابي الجن والإنس تعرف فان كنت قد أبقيت هامان بعدنا * وفرعون فاعلم أن ذا العرش ينصف
(٤٤٩)