نأكل الجيفة والميتة وكان الناس يطؤونا ولا نطأهم فابتعث الله منا رسولا في شرف منا أوسطنا وأصدقنا حديثا وانه قد وعدنا ان هاهنا ستفتح علينا وقد وجدنا جميع ما وعدنا حقا واني لأرى ها هنا بزة وهيئة ما أرى من معي بذاهبين حتى يأخذوه فقال المغيرة فقالت لي نفسي لو جمعت جراميزك (1) فوثبت وثبة فجلست معه على السرير إذ وجدت غفلة فزجروني وجعلوا يحثونه فقلت أرأيتم ان كنت انا استحمقت فان هذا لا يفعل بالرسل وانا لا نفعل هذا برسلكم إذا اتونا فقال إن شئتم قطعتم الينا وان شئتم قطعنا إليكم فقلت بل نقطع إليكم فقطعنا إليهم وصاففناهم فتسلسلوا كل سبعة في سلسلة وخمسة في سلسلة حتى لا يفروا قال فرامونا حتى أسرعوا فينا فقال المغيرة للنعمان ان القوم قد أسرعوا فينا فاحمل فقال إنك ذو مناقب وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولكني انا شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله إذا لم يقاتل أول النهار اخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر فقال النعمان يا أيها الناس اهتز ثلاث هزات فاما الهزة الأولى فليقض الرجل حاجته واما الثانية فلينظر الرجل في سلاحه وسيفه واما الثالثة فاني حامل فاحملوا فان قتل أحد فلا يلوى أحد على أحد وان قتلت فلا تلووا علي واني داع الله بدعوة فعزمت على كل امرئ منكم لما امن عليها فقال اللهم ارزق اليوم النعمان شهادة تنصر المسلمين وافتح عليهم فامن القوم وهز لواءه ثلاث مرات ثم حمل فكان أول صريع رضي الله عنه فذكرت وصيته فلم ألو عليه وأعلمت مكانه فكنا إذا قتلنا رجلا منهم شغل عنا أصحابه يجرونه ووقع ذو الحاجبين من بغلته الشهباء فانشق بطنه وفتح الله على المسلمين فاتيت النعمان وبه رمق فاتيته بماء فجعلت أصبه على وجهه اغسل التراب عن وجهه فقال من هذا فقلت معقل بن يسار فقال ما فعل
(٢٩٤)