ابن عمرو لان نخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مضى الوقت فلما انقضت الثلاث أقبلت انا وسهيل ابن عمرو فقلنا قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا فصاح يا بلال لا تغب الشمس واحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا * (قال) ابن عمرو أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود عن أبيه وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن المنذر بن جهم قال قال حويطب بن عبد العزى لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا فخرجت من بيتي وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها فانتهيت إلى حائط عوف " فكنت فيه فإذا انا بابي ذر الغفاري وكانت بيني وبينه خلة والخلة ابدا مانعة فلما رأيته هربت منه فقال أبا محمد فقلت لبيك قال مالك قلت الخوف قال لا خوف عليك أنت آمن بأمان الله عز وجل فرجعت إليه فسلمت عليه فقال اذهب إلى منزلك قلت هل لي سبيل إلى منزلي والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألفي فاقتل أو يدخل على منزلي فاقتل وان عيالي لفي مواضع شتى قال فاجمع عيالك في موضع وانا أبلغ معك إلى منزلك فبلغ معي وجعل ينادى على أن حويطبا آمن فلا يهج ثم انصرف أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره فقال أوليس قد امن الناس كلهم الامن أمرت بقتلهم قال فاطمأننت ورددت عيالي إلى منازلهم وعاد إلي أبو ذر فقال لي يا أبا محمد حتى متى والى متى قد سبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير وبقي خير كثير فأت رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم تسلم ورسول الله صلى الله عليه وآله ابر الناس وأوصل الناس واحلم الناس شرفه شرفك وعزه عزك قال قلت فانا اخرج معك فآتيه فخرجت معه حتى اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله بالبطحاء وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فوقفت على رأسه وسألت أبا ذر كيف يقال إذا سلم عليه قال قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فقلتها فقال وعليك السلام حويطب فقلت اشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي هداك قال وسر رسول الله صلى الله عليه وآله باسلامي واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم وشهدت معه حنينا والطائف وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير * (قال) ابن عمرو حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال باع حويطب بن عبد العزى داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار فقيل له يا أبا محمد بأربعين ألف دينار قال وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيل قال عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو يومئذ يوفر عليه القوت كل شهر قال ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار بالبلاط عند أصحاب المصاحف قال ومات حويطب بن عبد العزى بالمدينة سنة أربع وخمسين وكان له يوم مات مائة وعشرون سنة *
(٤٩٣)