في وجه محمد صلى الله عليه وآله حين نظرت إليه الا شيئين " لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه الا حلما فكنت الطف به لئن أخالطه فاعرف حلمه من جهلة قال زيد بن سعنة فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال يا رسول الله ان بصرى قرية بنى فلان قد أسلموا ودخلوا في الاسلام وكنت حدثتهم ان أسلموا اتاهم الرزق رغدا وقد اصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث فانا أخشى يا رسول الله ان يخرجوا من الاسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فان رأيت أن ترسل إليهم بشئ تعينهم به فعلت فنظر إلى رجل والى جانبه أراه عليا رضي الله عنه فقال يا رسول ما بقي منه شئ قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يا محمد هل لك ان تبيعني تمرا معلوما من حائط بنى فلان إلى أجل كذا وكذا فقال لا يا يهودي ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ولا اسمى حائط بنى فلان فقلت نعم فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاها الرجل فقال اعدل عليهم وأعنهم بها فقال زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الاجل بيومين أو ثلاثة اتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له الا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتم يا بنى عبد المطلب سيئ القضاء مطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وآله ما اسمع وتصنع به ما أرى فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وآله ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ثم قال يا عمر انا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ان تأمرني بحسن الأداء وتامره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فاعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر فقلت ما هذه الزيادة يا عمر قال امرني رسول الله صلى الله عليه وآله ان أزيدك مكان ما نقمتك قلت أتعرفني يا عمر قال لامن أنت قلت زيد بن سعنة قال الحبر قلت الحبر قال فما دعاك ان فعلت برسول الله صلى الله عليه وآله ما فعلت وقلت له ما قلت قلت له يا عمر لم يكن له من علامات النبوة شئ الا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله حين نظرت إليه الا اثنين لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمراني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا وأشهدك ان شطر مالي فانى أكثرهم مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وآله فقال عمر رضي الله عنه أو على بعضهم فإنك لا تسعهم قلت أو على بعضهم فرجع زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال زيد اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ورحم الله زيدا * هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وهو من غرر الحديث ومحمد بن أبي السرى العسقلاني ثقة *
(٦٠٥)