ثم حلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب فقال الراعي بالله من أنت فوالله ما رأيت مثلك قط قال أو تراك تكتم علي حتى أخبرك قال نعم قال فاني محمد رسول الله فقال أنت الذي تزعم قريش انه صابئ قال إنهم ليقولون ذلك قال فاشهد انك نبي واشهد ان ما جئت به حق وانه لا يفعل ما فعلت الا نبي وانا متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك فإذا بلغك اني قد ظهرت فأتنا * هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه * (حدثنا) أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي بالكوفة ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي ثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمد الخزاعي جميعا عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبى بفناء الخيمة ثم تسقى وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي ان احلبها قالت بابي أنت وأمي ان رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وآله فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت (1) عليه ودرت فاجترت فدعا باناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا ثم حلب فيه الثانية على هذه حتى ملاء الاناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فقل ما لبثت حتى جاء ها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه قال من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل ولا حلوب في البيت قالت لا والله الا انه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه تجلة ولم تزريه صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفى أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة لزج أقرن ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سماه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب حلو المنطق فصلا لا نزر ولا هذر كان منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا تشنأه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به ان قال سمعوا لقوله وان امر تبادروا إلى امره محفود محشود لا عابس ولا مفند قال أبو معبد هذا والله صاحب
(٩)