المواشي والتجار والصناع والاجراء والضعفاء والفقراء لم يأمر أحدا منهم ان ينتقل مما هو فيه ولكن امرهم بالعلم واليقين والتقوى والتوكل في جميع ما كانوا فيه قال سهل رحمة الله عليه وينبغي للعاقل أن يقول ما ينبغي لي بعد علمي باني عبدك ان أرجو وأؤمل غيرك ولا أتوهم عليك إذ خلقتني وصورتني عبدا لك ان تكلني إلى نفسي أو تولى أموري غيرك * قال الحاكم قد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الطائفة بما خصهم الله تعالى به من بين الطوائف بصفات فمن وجدت فيه تلك الصفات استحق بها اسم التصوف * (أخبرنا) أبو عمر وعثمان بن عبد الله الزاهد ابن السماك حقا ببغداد ثنا يحيى بن جعفر الزبرقان ثنا إبراهيم ابن محمد الشافعي ثنا الوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة عن حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم خيار أمتي فيما أنبأني الملا الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم عز وجل ويبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم عز وجل يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة المساجد ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدأ فمؤونتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدبون في الأرض حفاة على اقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة ويقرؤن القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم في الآخرة ليس لهم هم الا امامهم أعدوا الجهاز لقبورهم والجواز لسبيلهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد (قال الحاكم) فمن وفق لاستعمال هذا الوصف من متصوفة زماننا فطوباه فهو المقفى لهدى من تقدمه والصوفية طائفة من طوائف المسلمين فمنهم أخيار ومنهم أشرار لا كما يتوهمه رعاع الناس وعوامهم ولو علموا محل الطبقة الأولى منهم من الاسلام وقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمسكوا عن كثير من الوقيعة فيهم فاما أهل الصفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فان
(١٧)