زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده 1، أو أنه أقيم مجلس الغناء في داره 2 هذه الأحاديث إلى عشرات غيرها، نراها قد وضعت بامعان في عصر معاوية 3 وامتد أثرها على مدرسة الخلفاء إلى يومنا الحاضر، وانها هي التي جعلت طائفة من المسلمين لا ترى لرسول الله القدرة على اتيان المعجزات، ولا الشفاعة، ولا حرمة لقبره، ولا ميزة له بعد موته.
اما الإمام علي (ع) فقد نجح معاوية في تحطيم شخصيته في المجتمع الاسلامي يومذاك إلى حد أن المسلمين استمروا على لعنه فوق جميع منابرهم في شرق الأرض وغربها، خاصة في خطبة الجمعة كفريضة من فرائض صلاة الجمعة زهاء الف شهر مدة حكم آل أمية، والى جانب ذلك نجح معاوية في رفع مقام الخلافة في نفوس المسلمين 4.
واستمرت الأمة بعده في سيرها الفكري على هذا الاتجاه إلى حد أنه أمكن الولاة أن يقولوا على منابر المسلمين أخليفة أحدكم أكرم عنده أم رسوله؟ أي أن الخليفة الذي يعتبرونه خليفة الله في الأرض أكرم على الله من رسوله خاتم النبيين.
نتيجة مساعي الخليفة معاوية وكانت نتيجة تلك المساعي أن المسلمين وغير المسلمين منذ عهد معاوية وإلى اليوم عرفوا رسول الله وابن عمه والخلفاء الثلاثة وشخصيات اسلامية أخرى من خلال ما وضع من حديث على عهد معاوية وكما أراد معاوية وكان ما اراده خلاف الواقع الذي كانوا عليه، وبالإضافة إلى ذلك كان لمعاوية اجتهادات في تغيير الاحكام