للرسول: أما يكون بنو أمية ومواليهم ألف رجل بالمدينة قال: بلى والله وأكثر، قال: فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من نهار؟! قالوا: فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأخبره الخبر وأمره أن يسير إليهم فأبى، وبعث إلى عبيد الله بن زياد يأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة ابن الزبير فأبى وقال: والله لا جمعتهما للفاسق أقتل ابن بنت رسول الله (ص) وأغزو البيت وكانت أمه مرجانة قد عنفته حين قتل الحسين وقالت له ويلك ماذا صنعت وماذا ركبت! 1 فبعث إلى مسلم بن عقبة المري وكان معاوية قد قال ليزيد: ان لك من أهل المدينة يوما، فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته، فلما جاءه مسلم وجده شيخا ضعيفا مريضا 2.
قال صاحب الأغاني: قال مسلم ليزيد: ما كنت مرسلا إلى المدينة أحدا الا قصر وما صاحبهم غيري، اني رأيت في منامي شجرة غرقد تصيح: على يدي مسلم، فأقبلت نحو الصوت فسمعت قائلا يقول: أدرك ثأرك، أهل المدينة قتلة عثمان.
أوامر الخليفة لقائد جيشه:
قال الطبري: فانتدبه لذلك وقال له: ان حدث بك حدث فاستخلف على الجيش الحصين بن نمير السكوني وقال له: أدع القوم ثلاثا فان أجابوك والا فقاتلهم فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا، فما فيها من مال أو ورقة أو سلاح أو طعام فهو للجند فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وادن مجلسه فإنه لم يدخل في شئ مما دخلوا فيه، وأمر مناديه فنادى أن سيروا إلى الحجاز على أخذ أعطياتكم كملا ومعونة مائة دينار توضع في يد الرجل من ساعته فانتدب لذلك اثنا عشر الف رجل.
وفي لفظ المسعودي في التنبيه والاشراف: وإذا قدمت إلى المدينة فمن عاقك عن دخولها أو نصب لك حربا فالسيف السيف ولا تبقي عليهم وانتهبهم عليهم ثلاثا وأجهز على جريحهم واقتل مدبرهم، وان لم يعرضوا لك، فامض إلى مكة، فقاتل ابن الزبير.