حتى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر، والله ان دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طيئ فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طيئ رجالا وركبانا ثم أقم فينا ما بدا لك فان هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم والله لا يوصل إليك أبدا ومنهم عين تطرف فقال له جزاك الله وقومك خيرا انه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة ومضى الحسين حتى انتهى إلى قصر بنى مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب فقال لمن هذا الفسطاط فقيل: لعبيد الله بن الحر الجعفي، قال: ادعوه لي وبعث إليه فلما اتاه الرسول، قال: هذا الحسين بن علي يدعوك، فقال عبيد الله بن الحر انا لله وانا إليه راجعون، والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة ان يدخلها الحسين وانا بها، والله ما أريد ان أراه ولا يراني، فأتاه الرسول فأخبره، فأخذ الحسين نعليه فانتعل، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه، فسلم وجلس، ثم دعاه إلى الخروج معه، فأعاد إليه ابن الحر تلك المقالة فقال: فالا تنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلا هلك، قال:
اما هذا فلا يكون ذلك ابدا إن شاء الله، ثم قام الحسين من عنده حتى دخل رحله.
قال المؤلف: لعل الباحث يجد بادئ ذي بدء تناقضا بين موقف الامام ممن تجمع عليه في منزل زبالة يفرقهم من حوله، بين موقف الامام هنا مع ابن الحر وقبله مع ابن القين وكذلك مع غيرهما حيث كان يدعوهم فرادى وجماعات إلى نصرته، ولكنه إذا تدبر خطب الامام وكلامه في كل مكان ومع أي إنسان كان، أدرك ان الامام كان يبحث عن أنصار ينضمون تحت لوائه ويبايعونه على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستنكار بيعة أئمة الضلالة أمثال يزيد على الحكم، أنصارا واعين لأهداف قيامه، يقاومون الاغراء بالدنيا، يصارعون الحكم الغاشم حتى يقتلوا في سبيل ذلك!
استقاء مرة أخرى:
روى الطبري وغيره واللفظ للطبري 1 عن عقبة بن سمعان، قال: لما كان في