الإماء وغمز الأعداء، أو كمرعى على دمنة، أو كقصة 1 على ملحودة، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون وتنتحبون إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم ومدره 2 ألسنتكم ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا، فلقد خاب السعي وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، ويلكم يا أهل الكوفة. " " أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم، وأي دم له سفكتم، وأي كريمة له أبرزتم وأي حريم له أصبتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض منه، وتخر الجبال هدا، ان ما جئتم بها لصلعاء، وعنقاء سوءاء فقماء خرقاء شوهاء، كطلاع الأرض وملاء السماء. أفعجبتم أن قطرت. السماء دما؟ ولعذاب الآخرة أشد وأخزى وأنتم لا تنصرون، فلا يستخفنكم المهل، فإنه عز وجل لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثار، كلا ان ربكم لبالمرصاد. " قال بشير: فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى، كأنهم كانوا سكارى، يبكون ويحزنون ويتفجعون ويتأسفون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. قال: ونظرت إلى شيخ من أهل الكوفة كان واقفا إلى جنبي، قد بكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وهو يقول: صدقت بأبي وأمي، كهولكم خير الكهول، وشبانكم خير الشبان ونساؤكم خير النسوان، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزي 3.
خطبة فاطمة ابنة الحسين (ع):
وفي مثير الأحزان واللهوف: وخطبت فاطمة الصغرى فقالت: الحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش إلى الثرى أحمده وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود