لك كأسا مذخورة، فصاح الحسين... 1.
وروى الطبري: عن حميد بن مسلم الأزدي قال: سماع أذني يومئذ من الحسين يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفاء. قال: وكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادى يا أخياه ويا بن أخاه قال فسألت عنها فقيل: هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله فجاءت حتى أكبت عليه فجاءها الحسين، فأخذ بيدها، فردها إلى الفسطاط، وأقبل الحسين إلى ابنه وأقبل فتيانه إليه فقال: احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون امامه.
مقتل آل أبي طالب:
عبد الله بن مسلم بن عقيل:
ثم برز من بعده عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب 2، وأمه رقية الكبرى بنت الإمام علي (ع) 3 وهو يقول:
اليوم ألقى مسلما وهو أبي * وفتية بادوا على دين النبي 4.
قال الطبري: ثم إن عمرو بن صبيح الصدائي رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفه على جبهته يتقيه فأصاب السهم كفه ونفذ إلى جبهته فسمرها به 5.
فاخذ لا يستطيع أن يحرك كفيه ثم انتحى له بسهم آخر ففلق قلبه، قال: فاعتورهم الناس من كل جانب. قال الخوارزمي وابن شهرآشوب برز جعفر بن عقيل بن أبي طالب وهو يقول:
أنا الغلام الأبطحي الطالبي * من معشر في هاشم من غالب ونحق حقا سادة الذوائب * هذا حسين أطيب الأطايب فقاتل حتى قتل، قتله بشر بن سوط الهمداني 6.