ذلك؟ وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا، قال: وقال زهير ابن القين: والله لوددت اني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل كذي الف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك، قال:
وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فقالوا: والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا، وجباهنا وأيدينا فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا.
سند آخر لهذه الرواية:
وروى الطبري هذه الرواية بإيجاز عن الضحاك ابن عبد الله المشرقي قال:
قدمت ومالك بن النضر الأرحبي على الحسين فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه فرد علينا فرحب بنا وسألنا عما جئنا له فقلنا جئنا لنسلم عليك وندعو الله لك بالعافية ونحدث بك عهدا ونخبرك خبر الناس وإنا نحدثك انهم قد جمعوا على حربك فر رأيك فقال الحسين (ع) حسبي الله ونعم الوكيل قال فتذممنا وسلمنا عليه ودعونا الله له قال فما يمنعكما من نصرتي فقال مالك بن النضر علي دين ولي عيال، فقلت له: ان على دينا وإن لي لعيالا ولكنك ان جعلتني في حل من الانصراف إذا لم أجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا وعنك دافعا.
قال: قال: فأنت في حل فأقمت معه.
ثم نقل الضحاك الخبر السابق بإيجاز الحسين (ع) ينعى نفسه ويوصى أخته بالصبر:
روى الطبري عن علي بن الحسين بن علي، قال: اني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له وعنده حوي مولى أبي ذر الغفاري 1 وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل