رسول الله، قتلت أعظم العرب خطرا، جاء إلى هؤلاء يريد ان يزيلهم عن ملكهم فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم وانهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا فأقبل على فرسه وكان شجاعا وكانت به لوثة فأقبل حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادى بأعلى صوته.
أوقر ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا * وخيرهم إذ ينسبون نسبا فقال عمر بن سعد: أشهد أنك لمجنون ما صححت قط، أدخلوه علي فلما أدخل حذفه بالقضيب، ثم قال: يا مجنون أتتكلم بهذا الكلام! أما والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك.
نجاة عقبة بن سمعان وأسر المرقع:
قال: وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان، وكان مولى للرباب بنت امرئ القيس الكلبية وهي أم سكينة بنت الحسين فقال له: ما أنت؟ قال: أنا عبد مملوك فخلى سبيله، فلم ينج منهم أحد غيره الا ان المرقع بن ثمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه فقاتل فجاءه نفر من قومه فقالوا له: أنت آمن أخرج إلينا فخرج إليه فلما قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره سيره إلى الزارة.
توطئوا بالخيل جسد الحسين (ع):
قال: ثم إن عمر بن سعد نادى في أصحابه من ينتدب للحسين ويوطئه فرسه فانتدب عشرة منهم إسحاق بن حياة الحضرمي وهو الذي سلب قميص الحسين فبرص بعد وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره فبلغني أن أحبش بن مرثد بعد ذلك بزمان أتاه سهم غرب وهو واقف في قتال ففلق قلبه فمات.