ويفجر؟ قولي: نعم؟ أما والله لو قلت: نعم، لما أخطئك سهمي هذا، يا حمامة: أيلعب أمير المؤمنين بالقرود والفهود ويفسق في الدين؟ قولي: نعم أما والله لئن قلت: نعم، لا أخطأك سهمي هذا، يا حمامة فتقتلين أم تخلعين الطاعة وتفارقين الجماعة وتقيمين في الحرم عاصية؟ قولي: نعم قال: ثم اقبل عبد الله بن عضاءة: على ابن الزبير فقال له:
مالي لا أرى الحمامة تنطق بشئ وأنت الناطق بجميع ما كلمتها فيه علي المنبر، أما والله يا ابن الزبير إني خائف عليك وأقسم بالله قسما صادقا لتبايعن يزيد طائعا أو كارها أو لتعرفني في هذه البطحاء وفي يدي راية الأشعريين 1.
وذكر ابن أعثم وقايع بين ابن الزبير وعمرو بن سعيد، كانت الغلبة فيها لابن الزبير.
وذكر الطبري أنه عزل عمرو بن سعيد وولى الوليد بن عتبة فأقام الحج سنة 61 ه. 2 قال: 3 وأقام الوليد يريد ابن الزبير فلا يجده الا متحذرا متمنعا وأفاض بالناس من عرفة ثم أفاض ابن الزبير بأصحابه، ثم إن ابن الزبير عمل بالمكر في أمر الوليد فكتب إلى يزيد انك بعثت إلينا رجلا أخرق لا يتجه لأمر رشد ولا يرعوي لعظة الحكيم فلو بعثت رجلا سهل الخلق رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها وان يجتمع ما تفرق، فعزل يزيد الوليد وولى عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
وفد أهل المدينة عند يزيد:
قالوا كان عثمان فتى غرا حدثا لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن فبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم: عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري و عبد الله بن أبي عمرو المخزومي والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم فأعطى عبد الله بن حنظلة وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا مائة ألف درهم، وكان معه ثمانية بنين فأعطى كل ولد عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم، فلما رجعوا قدموا المدينة وأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان