اليوم من هذه العدة اليسيرة؟ ابعث إليهم الرجال والرماة، فقال لشبث بن ربعي: الا تقدم إليهم، فقال: سبحان الله أتعمد إلى شيخ مصر وأهل المصر عامة، تبعثه في الرماة لم تجد من تندب لهذا ويجزى عنك غيري؟! قال: وما زالوا يرون من شبث الكراهة لقتاله، قال: وقال أبو زهير العبسي: فانا سمعته في امارة مصعب يقول: لا يعطي الله أهل هذا المصر خيرا ابدا! ولا يسددهم لرشد، الا تعجبون انا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا على ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية، وابن سمية الزانية! ضلال يا لك من ضلال قال: ودعا عمر بن سعد الحصين بن تميم فبعث معه المجففة وخمس مائة من المرامية فأقبلوا حتى إذا دنوا من الحسين وأصحابه، رشقوهم بالنبل فلم يلبثوا ان عقروا خيولهم، وصاروا رجالة كلهم.
قال وكان أيوب بن مشرح الخيواني يقول: انا والله عقرت بالحر بن يزيد فرسه حشأته سهما فما لبث ان ارعد الفرس واضطرب وكبا، فوثب عنه الحر كأنه ليث والسيف في يده وهو يقول: إن تعقروا بي، فأنا ابن الحر * أشجع من ذي لبد هزبر قال: فما رأيت أحدا قط يفري فريه، قال: فقال له أشياخ من الحي: أنت قتلته، قال: لا والله ما انا قتلته، ولكن قتله غيري وما أحب اني قتلته فقال له أبو الوداك ولم؟! قال: إنه كان زعموا من الصالحين فوالله لئن كان ذلك اثما لان القى الله باثم الجراحة والموقف أحب إلي من أن ألقاه باثم قتل أحد منهم، فقال له أبو الوداك: ما أراك الا ستلقى الله باثم قتلهم أجمعين، أرأيت لو أنك رميت ذا فعقرت ذا، ورميت آخر ووقفت موقفا وكررت عليهم وحرضت أصحابك وكثرت أصحابك، وحمل عليك فكرهت ان تفر، وفعل آخر من أصحابك كفعلك وآخر وآخر، كان هذا وأصحابه يقتلون. أنتم شركاء كلكم في دمائهم! فقال له: يا أبا الوداك! انك لتقنطنا من رحمة الله ان كنت ولي حسابنا يوم القيامة فلا غفر الله لك ان غفرت لنا قال هو ما أقول لك.
زحف الميسرة ومقتل الكلبي وزوجته:
قال: وحمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة على أهل الميسرة فثبتوا له، فطاعنوه