ثلاثة رهط أو أربعة، دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر يماني محقق ففزره ونكثه لكي لا يسلبه فقال له بعض أصحابه: لو لبست تحته تبانا قال ذلك ثوب مذلة ولا ينبغي لي أن ألبسه قال: فلما قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إياه فتركه مجردا.
قال أبو مخنف: فحدثني عمرو بن شعيب عن محمد بن عبد الرحمن أن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء ينضحان الماء وفي الصيف ييبسان كأنهما عود.
مقتل العباس بن أمير المؤمنين (ع):
في مقاتل الطالبين: كان رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض، وكان يقال له: قمر بني هاشم، وكان لواء الحسين معه يوم قتل، وهو أكبر ولد أم البنين وهو آخر من قتل من أخوته لامه وأبيه 1.
وفى مقتل الخوارزمي: ثم خرج العباس وهو السقاء فحمل وهو يقول:
أقسمت بالله الأعز الأعظم * وبالحجون صادقا وزمزم وبالحطيم والفنا المحرم * ليخضبن اليوم جسمي بدمي دون الحسين ذي الفخار الأقدم * امام أهل الفضل والتكرم 2 وفى الارشاد ومثير الأحزان واللهوف 3: واشتد العطش بالحسين (ع) فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد.
وفي مناقب شهرآشوب: مضى يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وهو يقول:
لا أرهب الموت إذا الموت رقى * حتى أوارى في المصاليت لقا نفسي لابن المصطفى الطهر وقا * انى أنا العباس أغدو بالسقا ولا أخاف الشر يوم الملتقى ففرقهم فكمن له زيد بن الورقاء الجهني من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليه وهو يرتجز:
والله ان قطعتموا يميني * اني أحامي أبدا عن ديني وعن امام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين