جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (ص): رأيت خيرا، تلد فاطمة - إن شاء الله - غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري - كما قال رسول الله (ص) - فدخلت يوما إلى رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبرئيل عليه الصلاة والسلام فأخبرني ان أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه 1.
5 - في مقتل الخوارزمي:
لما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة هبط على رسول الله (ص) اثنا عشر ملكا محمرة وجوههم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون: يا محمد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل، وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، قال: ولم يبق في السماء ملك الا ونزل على النبي يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطي، ويعرض عليه تربته، والنبي يقول: اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله، ولا تمتعه بما طلبه.
ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها: كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة، فقيل: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد، لا بارك الله في نفسه، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها، وقد اهدى رأسه، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح الا خالف الله بين قلبه ولسانه - يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة.