وقال: وكان فيه أيضا اقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات، في بعض الأوقات، وإقامتها في غالب الأوقات 1.
* * * لما أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس، طلب من زياد أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة، فكان جواب زياد له: ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبغات، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف وبحضرتهم الحسين بن علي، و عبد الله بن عباس، و عبد الله بن الزبير، و عبد الله بن عمر، ولكن تأمره يتخلق بأخلاق هؤلاء حولا أو حولين فعسينا أن نموه على الناس 2.
فاغزى معاوية يزيد الصائفة مع الجيش الغازي الروم " فتثاقل وعتل وأمسك عنه أبوه " 3 فأصاب المسلمين حمى وجدري في بلاد الروم ويزيد حينذاك كان مصطبحا بدير مران مع زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فلما بلغه خبرهم قال:
إذا ارتفقت على الأنماط مصطبحا * بدير مران عندي أم كلثوم فما أبالي بما لاقت جنودهم * ب (الغذقدونة) من حمى ومن موم 4 وبعده في معجم البلدان:
فبلغ معاوية ذلك فقال: لا جرم ليلحقن بهم ويصيبه ما أصابهم والا خلعته فتهيأ للرحيل وكتب إليه:
تجنى لا تزل تعد ذنبا * لتقطع حبل وصلك من حبالي فيوشك أن يريحك من بلائي * نزولي في المهالك وارتحالي 5 وأرسل معاوية يزيد إلى الحج وقيل بل أخذه معه فجلس يزيد بالمدينة على شراب فاستأذن عليه عبد الله بن العباس والحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع، وقيل له:
ان ابن عباس ان وجد ريح شرابك عرفه، فحجبه واذن للحسين، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب، فقال: ما هذا يا ابن معاوية؟ فقال: يا أبا عبد الله هذا طيب