أسلوب الدراسة في عصر الكليني فما بعد كان أسلوب الدراسة في عصر الكليني وقبله حسبما ما يستفاد مما بقي لدينا من إجازات رواية الأصول الأربعمائة والمدونات الحديثية الصغيرة الأخرى ان يقرأ الشيخ كتابه على تلاميذه وهم يستمعون إليه أو يقرأ تأليف الشيخ أحد طلابه على الشيخ ويستمع زملاء الطالب إليه وينتبهون إلى تعليق شيخهم إن كان ثمة تعليق، وبعد انتهاء الطلاب من دراسة كتاب الشيخ عليه بأحد الأسلوبين المذكورين يمنح الشيخ طلابه إجازة رواية تأليفه عنه، ويصبح هؤلاء الطلبة بعد ذلك شيوخا للطلبة من الجيل الجديد الصاعد ويدرسونهم الكتاب كذلك، ثم يجيزونهم ان يرووا ذلك الكتاب بواسطتهم عن مؤلفه. وهكذا دواليك جيلا بعد جيل، فكل طالب يقرأ الكتاب على مؤلفه أو على شيخ تتصل سلسلة قراءته وروايته بمؤلف الكتاب.
هكذا كانت الحالة في عصر الكليني وقبله وبعده حتى عصر الشيخ الطوسي وبعد انتقاله إلى النجف الأشرف سنة (448 ه) وتأسيسه الحوزة العلمية هناك.
بعد تأسيس الحوزة العلمية في النجف الأشرف:
أسس الشيخ الطوسي الحوزة العلمية في النجف بعد انتقاله إليها وبقي زعيمها حتى توفي سنة (460 ه).
في هذه الحوزة منذ عصر الشيخ الطوسي وفي الحوزات المماثلة والمؤسسة بعدها كانت الموسوعات الحديثية الأربعة: الكافي والفقيه والاستبصار والتهذيب محورا