وان المجلسي الكبير (ت: 1111 ه) أخرج في أبواب سيرة رسول الله (ص) ومقتل الإمام علي ووفاة فاطمة بكتاب البحار 264 صفحة من روايات كتب أبي الحسن البكري (ت: منتصف القرن الثالث الهجري) 1.
واستنسخ الشيخ الحر العاملي (ت: 1104 ه) كتاب البكري المذكور وألحقه بآخر كتاب " عيون المعجزات " 2 للشيخ حسين بن عبد الوهاب.
* * * هكذا انتشر في غير الأبواب الفقهية من كتب علماء مدرسة أهل البيت الشئ الكثير من الأحاديث الضعيفة، وسبب ايراد النقد الكثير عليهم. ومن ثم يرد هذا السؤال: انه ما المبرر لهم في تدوين الأحاديث الضعيفة في غير أبواب الفقه من كتبهم؟
وفي ما يأتي جوابهم على هذا السؤال:
الأمانة العلمية لدى علماء مدرسة أهل البيت لما لم يكن علماء مدرسة أهل البيت بصدد تدوين الحديث الصحيح في كتبهم كما هو شأن مؤلفي الصحاح بمدرسة الخلفاء وخاصة في غير الأبواب الفقهية، وكانوا بصدد جمع الأحاديث المناسبة لكل باب، لهذا افتضت الأمانة العلمية في النقل أن يدونوا كل ما انتهى إليهم من حديث في بابه، مع غض النظر عن صحة الحديث لديهم أو عدمه كي تصل جميع أحاديث الباب إلى الباحثين في الأجيال القادمة كاملة، مهما كان بعض الأحاديث مكروهة لديهم وضعيفة بموازين النقد العلمي. وإنما كانوا يرون أنفسهم مسؤولين أمام الله في تمحيص الأحاديث التي يعتمدونها في استخراج الأحكام الشرعية في تدوين كتبهم الفقهية فحسب.
إذا فان النقد يرد عليهم لو اعتمدوا على حديث ضعيف في كتبهم الفقهية، وكذلك يرد النقد على كتب " منتقى الجمان " و " الدر والمرجان في أحاديث الصحاح