ما فعلت بأهل المدينة. ثم اشتد به الامر فمات فغسلوه وكفنوه ودفنوه، وبايع الناس للحصين بن نمير السكوني من بعده، وسار القوم يريدون مكة، وخرج أهل ذلك المنزل فنبشوه من قبره وصلبوه على نخلة. قال: وبلغ ذلك أهل العسكر فرجعوا إلى أهل ذلك المنزل فوضعوا السيف فيهم، فقتل منهم من قتل وهرب الباقون، ثم أنزلوه من النخلة فدفنوه ثم أجلسوا على قبره من يحفظه 1.
جيش الخلافة يحرق الكعبة في حرب ابن الزبير وينشد الأراجيز:
قال المسعودي: فسار الحصين حتى أتى مكة وأحاط بها وعاذ ابن الزبير بالبيت الحرام ونصب الحصين في من معه من أهل الشام المجانيق والعرادات على البيت ورمى مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتان وغير ذلك من المحروقات فانهدمت الكعبة واحترقت البنية.
ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المنجنيق أحد عشر رجلا فكان ذلك يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول وقبل وفاة يزيد بأحد عشر يوما واشتد الامر على أهل مكة وابن الزبير، واتصل الأذى بالأحجار والنار والسيف فقال راجزهم:
ابن نمير بئسما تولى * قد أحرق المقام والمصلى 2 وقال اليعقوبي: رمى حصين بن نمير بالنيران حتى أحرق الكعبة، وكان عبيد الله بن عمير الليثي قاص ابن الزبير إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة فنادى بأعلى صوته يا أهل الشام هذا حرم الله الذي كان مأمننا في الجاهلية يأمن فيه الطير والصيد، فاتقوا الله يا أهل الشام، فيصيح الشاميون: الطاعة الطاعة، الكر الكر، الرواح قبل المساء، فلم يزل على ذلك حتى احترقت الكعبة فقال أصحاب ابن الزبير:
نطفئ النار. فمنعهم وأراد أن يغضب الناس للكعبة. فقال بعض أهل الشام إن الحرمة والطاعة اجتمعتا فغلبت الطاعة الحرمة 3!!
وفي تاريخ الخميس وتاريخ الخلفاء للسيوطي: واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فدى الله إسماعيل وكان معلقا في