قال نعم:، فخرج إليه، فقال له: هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة؟! قال: نعم، قد شئت، فبرز له قال: فأنا سمعت الحصين بن تميم يقول: والله لبرز له فكأنما كانت نفسه في يده فما لبثه الحر حين خرج إليه ان قتله.
قال وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد قتال خلقه الله وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض قال فلما رأى ذلك عمر بن سعد ارسل رجالا يقوضونها عن ايمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم قال فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوض وينتهب فيقتلونه ويرمونه من قريب ويعقرونه.
حرق الخيام:
قال: فأمر بها عمر بن سعد عند ذلك فقال احرقوها بالنار، ولا تدخلوا بيتا ولا تقوضوه، فجاؤوا بالنار فأخذوا يحرقون فقال حسين دعوهم فليحرقوها، فإنهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا ان يجوزوا إليكم منها، وكان ذلك كذلك، وأخذوا لا يقاتلونهم الا من وجه واحد.
قال: وحمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى: علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله، قال: فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، قال: وصاح به الحسين يا بن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي! حرقك الله بالنار.
وروى عن حميد بن مسلم قال قلت لشمر بن ذي الجوشن: سبحان الله: ان هذا لا يصلح لك، أتريد ان تجمع على نفسك خصلتين تعذب بعذاب الله، وتقتل الولدان والنساء، والله ان في قتلك الرجال لما ترضى به أميرك قال: فقال: من أنت؟!
قال: قلت: لا أخبرك من انا، قال: وخشيت والله ان لو عرفني ان يضرني عند السلطان! قال: فجاءه رجل كان أطوع له مني شبث بن ربعي، فقال: ما رأيت مقالا أسوأ من قولك، ولا موقفا أقبح من موقفك! أمرعبا للنساء صرت! قال: فأشهد انه استحيا فذهب لينصرف، وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة فشد على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت، حتى ارتفعوا عنها فصرعوا أبا عزة الضبابي، فقتلوه، فكان من أصحاب شمر، وتعطف الناس عليهم فكثروهم فلا