قال ابن الأثير: قدم الحجاج مكة في ذي القعدة وقد أحرم بحجة فنزل بئر ميمون وحج بالناس في تلك السنة الحجاج الا أنه لم يطف الكعبة ولا سعى بين الصفا والمروة، منعه ابن الزبير من ذلك.
قال: ولم يحج ابن الزبير ولا أصحابه لأنهم لم يقفوا بعرفة ولم يرموا الجمار.
قال: ولما حضر الحجاج ابن الزبير، نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة وكان عبد الملك ينكر ذلك أيام يزيد بن معاوية، ثم أمر به، فكان الناس يقولون خذل في دينه 1.
وقال الذهبي: وألح عليه الحجاج بالمنجنيق وبالقتال من كل وجه وحبس عنهم الميرة فجاعوا، وكانوا يشربون من زمزم فتعصبهم وجعلت الحجارة تقع في الكعبة 2.
قال ابن كثير: وكان معه خمس مجانيق فالح عليها بالرمي من كل مكان. ثم ذكر مثل قول الذهبي 3.
احتراق الكعبة ونزول الصواعق:
وفي تاريخ الخميس بسنده قال: إن الحجاج رمى الكعبة بالحجارة والنيران حتى تعلقت بأستار الكعبة واشتعلت فجاءت سحابة من نحو جدة مرتفعة يسمع منها الرعد ويرى فيها البرق واستوت فوق الكعبة والمطاف فأطفأت النار وسال الميزاب في الحجر ثم عدلت إلى أبي قبيس فرمت بالصاعقة وأحرقت منجنيقهم قدر كوة وأحرقت تحته أربعة رجال، فقال الحجاج لا يهولنكم هذا فإنها أرض صواعق فأرسل الله صاعقة أخرى، فأحرقت المنجنيق وأحرقت معه أربعين رجلا 4.
وقال الذهبي: وجعل الحجاج، يصيح بأصحابه: يا أهل الشام، الله الله في الطاعة 5.
وروى الطبري وغيره عن يوسف بن ماهك قال: رأيت المنجنيق يرمى به فرعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد والبرق على الحجارة فاشتمل عليها فأعظم ذلك