عذاب الله نذار! ان حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن اخوة، وعلى دين واحد، وملة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة، وأنتم أمة، ان الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد (ص)، لينظر ما نحن وأنتم عاملون، انا ندعوكم إلى نصرهم، وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما الا بسوء عمر سلطانهما كله! ليسملان أعينكم! ويقطعان أيديكم وأرجلكم! ويمثلان بكم! ويرفعانكم على جذوع النخل!
ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه.
قال: فسبوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا: والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه! أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سلما! فقال لهم:
عباد الله! ان ولد فاطمة رضوان الله عليها أحق بالود والنصر من ابن سمية! فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله ان تقتلوهم فخلوا بين هذا الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمري ان يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
قال فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم! وقال: اسكت اسكت الله نأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك! فقال له زهير: يا ابن البوال على عقبه ما إياك أخاطب، إنما أنت بهيمة، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم! فقال له شمر: ان الله قاتلك وصاحبك عن ساعة، قال أفبالموت تخوفني؟ فوالله الموت معه أحب إلي من الخلد معكم، قال: ثم اقبل على الناس رافعا صوته، فقال عباد الله: لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه فوالله لا تنال شفاعة محمد (ص) قوما هرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم. قال فناداه رجل فقال له ان أبا عبد الله يقول لك اقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ.
توبة الحر وروى عن عدى بن حرملة قال: إن الحر بن يزيد لما زحف عمر بن سعد قال له أصلحك الله مقاتل أنت هذا الرجل؟! قال: إي والله! قتالا أيسره ان تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي! قال: أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم