يصنع لنا بالشام ثم دعا بقدح فشربه ثم دعا بقدح آخر فقال: اسق أبا عبد الله يا غلام. فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء...
فقال يزيد:
ألا يا صاح للعجب * دعوتك ثم لم تجب إلى القينات واللذات * والصهباء والطرب وباطية مكللة * عليها سادة العرب وفيهن التي تبلت * فؤادك ثم لم تتب فوثب الحسين عليه وقال: بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت 1.
وحج معاوية وحاول أن يأخذ البيعة من أهل مكة والمدينة فأبى عبد الله بن عمر وقال: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق، ما حجتنا عند الله؟
وقال ابن الزبير: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد أفسد علينا ديننا 2 وفي رواية: إن الحسين قال له: كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عما كان احتويته لعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد في ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبق لأترابهن، والقينات ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصرا ودع عنك ما تحاول 3. انتهى.
قال المؤلف لست أدري هل كان هذا الحوار من سبط النبي مع معاوية وحوار ابن الزبير وابن عمر معه في مجلس واحد أو في مجلسين، ومهما يكن من امره فان معاوية لم يستطع ان يأخذ البيعة من هؤلاء واستطاع أن يأخذ البيعة من أهل الحرمين ويموه عليهم أمر العبادلة في بيعة ابنه وارتحل عنهم.
* * * وجدنا يزيد في سفريه إلى الحج والغزو يتظاهر باللامبالاة بالمقدسات الاسلامية وعدم الاكتراث بنكبة الجيش الاسلامي الغازي، خلافا لرغبة أبيه معاوية ووصية دعيه زياد أن يتظاهر بالتخلق بالأخلاق الاسلامية حولا أو حولين عساهم ان يموهوا