هلاك نفسك، كسبت العار والنار، قال الله عز وجل: " وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون " فهو إمامك.
قال: واخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية فقالوا دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى أو هذه القرية يعنون الغاضرية أو هذه الأخرى يعنون شفية فقال لا والله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلى عينا فقال له زهير بن القين يا بن رسول الله ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به، فقال له الحسين ما كنت لأبدأهم بالقتال. وفي الاخبار الطوال بعده:
فقال له زهير: فها هنا قرية بالقرب منا على شط الفرات، وهي في عاقول 1 حصينة، الفرات يحدق بها إلا من وجه واحد.
قال الحسين: وما اسم تلك القرية؟
قال: العقر.
قال الحسين: نعوذ بالله من العقر 2.
فقال الحسين للحر: سر بنا قليلا، ثم ننزل.
فسار معه حتى أتوا كربلاء، فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير، وقال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب.
قال الحسين: وما اسم هذا المكان 3؟
قالوا له: كربلاء.
قال: ذات كرب وبلاء، ولقد مر أبى بهذا المكان عند مسيره إلى صفين، وأنا معه، فوقف، فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: " هاهنا محط ركابهم، وهاهنا مهراق دمائهم "، فسئل عن ذلك، فقال: " ثقل لآل بيت محمد، ينزلون هاهنا " 4. وقبض قبضة منها فشمها وقال هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول الله انني أقتل فيها، أخبرتني أم سلمة، قالت: كان جبرئيل عند رسول الله (ص) وأنت معي