ولا يقال الا لمن كثرت ملازمته، والصحبة نسبة بين اثنين ولذلك لا يستعمل الصاحب وجمعه الأصحاب والصحابة في الكلام الا مضافا كما ورد في القرآن الكريم " يا صاحبي السجن " و " أصحاب موسى " وكذلك كان يستعمل في عصر الرسول صلى الله عليه وآله ويقال: صاحب رسول الله، وأصحاب رسول الله مضافا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، أو مضافا إلى غيره مثل قولهم " أصحاب الصفة "، لمن كانوا يسكنون صفة مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، ثم استعمل الصحابي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بلا مضاف إليه وقصد به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصار اسما لهم، وعلى هذا فان " الصحابي " و " الصحابة " من اصطلاح المتشرعة وتسمية المسلمين وليس اصطلاحا شرعيا.
اما عدالتهم: فان مدرسة أهل البيت ترى تبعا للقرآن الكريم ان في الصحابة منافقين مردوا على النفاق، ورموا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله بالإفك، وحاولوا اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخبر عنهم الرسول انهم يوم القيامة يختلجون دون رسول الله صلى الله عليه وآله، فينادي أصحابي أصحابي، فيقال له انك لا تدري ما أحدثوا بعدك، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.
وان منهم مؤمنين اثنى الله عليهم والرسول صلى الله عليه وآله في أحاديثه، وانهم المقصودون في ما ورد من الثناء في القرآن والحديث، وقد عين النبي صلى الله عليه وآله العلامة الفارقة بين المؤمن والمنافق حب الإمام علي وبغضه، ومن ثم فإنهم ينظرون في حال الراوي فإن كان ممن قاتل الامام عليا أو الأئمة من أهل البيت وعاداهم فإنهم لا يلتزمون بأخذ ما يروي أمثال هؤلاء صحابيا كان أو غير صحابي.
كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي وعدالته، وفي ما يلي بحوثهما في الإمامة والخلافة.