المؤمن وأنا الرحمان الرحيم (1).
أقول: وروى باسناده عن أبي هريرة مثله مع زيادة السقي والاطعام.
بيان: لوجدتني أي وجدت رحمتي أو علمي عنده، والكلام مشتمل على المجاز والاستعارة مبالغة في إكرام المؤمن.
29 - مشكاة الأنوار: عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل، وقدر أمر به إلى النار، فيقول: يا فلان أغثني فاني كنت أصنع إليك المعروف في دار الدنيا فيقول للملك: خل سبيله: فيأمر الله به فيخلي سبيله.
30 - ومنه: عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له: أذكر وتذكر هل لك حسنة؟ فيقول: ما لي حسنة غير أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فسألني ماء ليتوضأ به فيصلي، فأعطيته فيدعى بذلك العبد، فيقول: نعم يا رب فيقول الرب جل ثناؤه: قد غفرت لك، أدخلوا عبدي جنتي.
31 - ومنه: عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقال للمؤمن يوم القيامة: تصفح وجوه الناس، فمن كان سقاك شربة أو أطعمك أكلة، أو فعل بك كذا وكذا فخذ بيده فأدخله الجنة - قال: فإنه ليمر على الصراط ومعه بشر كثير، فيقول الملائكة: يا ولي الله إلى أين يا عبد الله؟ فيقول جل ثناؤه:
أجيزوا لعبدي، فأجازوه، وإنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يجيز على الله فيجيز أمانه.
32 - ومنه: عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: إن المؤمن ليفوض الله إليه يوم القيامة فيصنع ما يشاء، قلت: حدثني في كتاب الله أين قال؟ قال: قوله " لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد " (2) فمشية الله مفوضة إليه، والمزيد من الله ما لا يحصى، ثم قال: يا جابر ولا تستعن بعدو لنا في حاجة، ولا تستطعمه