وأقول: ستأتي الاخبار في ذلك وشرحها في كتاب الجنائز إن شاء الله.
25 - المؤمن: عن أحدهما عليهما السلام قال: إن ذنوب المؤمن مغفورة، فيعمل المؤمن لما يستأنف، أما إنها ليست إلا لأهل الايمان.
بيان: لما يستأنف أي لتحصيل الثواب، لا لتكفير السيئات.
26 - نهج البلاغة، في بعض خطبه عليه السلام: سبيل أبلج المنهاج، أنور السراج فبالايمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يستدل على الايمان، وبالايمان يعمر العلم، وبالعلم يرهب الموت، وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تحرز الآخرة وبالقيامة تزلف الجنة للمتقين، وتبرز الجحيم للغاوين، وإن الخلق لا مقصر لهم عن القيامة مرقلين في مضمارها إلى الغاية القصوى (1).
تبيين: بلج الصبح: أي أضاء وأشرق، والمنهاج: الطريق، والظاهر أن الكلام في وصف الدين، ومناهجه: قوانينه، وسراجه الأنور: الرسول الهادي إليه وأوصياؤه صلوات الله عليهم.
قال بعض شراح النهج: يريد بالايمان أولا مسماه اللغوي وهو التصديق قال الله تعالى: " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " (2) أي بمصدق، و ثانيا بمعناه الشرعي: أي التصديق والاقرار والعمل: أي من حصل عنده التصديق بالوحدانية والرسالة، استدل بهما على وجوب الأعمال الصالحة عليه، أو ندبه إليها، وبأعماله الصالحة يعلم إيمانه، وبهذا فر من الدور (3).