في السببية فان النظر سبب للعبرة، والسكوت سبب للفكرة " مناصحا " نصبه وأختيه على الحال مما أضيف إليه المبتدأ على القول بجوازه، وقيل نصبها على الاختصاص أي ينصح أخاه ويقبل منه النصح " متباذلا " أي يبذل أخاه من المال والعلم ويقبل منه " متواخيا " أي يواخي مع خلص المؤمنين لله وفي الله " ناصحا في السر والعلانية " أي ينصح في السر إن اقتضته المصلحة، وفي العلانية إن اقتضته الحكمة، أو المراد بالسر القلب، وبالعلانية اللسان، إشارة إلى أن نصحه غير مشوب بالخدعة.
" لا يهجر أخاه " الهجر ضد الوصل أي لا يترك صحبته " ولا يأسف على ما فاته " أي من النعم، في القاموس الأسف محركة أشد الحزن، أسف كفرح وعليه غضب " ولا يحزن على ما أصابه " أي من البلاء " ولا يرجو ما لا يجوز له الرجاء " كأن يرجو البقاء في الدنيا أو درجة الأنبياء والأوصياء أو الأمور الدنيوية كالمناصب الباطلة.
" ولا يفشل في الشدة " أي لا يكسل في العبادة في حال الشدة أو لا يضطرب ولا يجبن فيها، بل يصبر أو يقدم على دفعها بالجهاد ونحوه، في القاموس فشل كفرح فهو فشل: كسل وضعف وتراخى وجبن " يمزج العلم بالحلم " أي بالعفو وكظم الغيظ أو العقل والأول أظهر لان العلم يصير غالبا سببا للتكبر والترفع وترك الحلم " والمزج " الخلط والفعل كنصر " والعقل بالصبر " أي مع وفور عقله يصبر على جهل الجهال أو يصبر على المصائب لقوة عقله، وقيل أي مع عقله وفهمه أحوال الخلائق يصبر عليها.
" تراه بعيدا كسله " أي في العبادات " دائما نشاطه " أي رغبته في الطاعات في القاموس نشط كسمع نشاطا طابت نفسه للعمل وغيره " قريبا أمله " أي لا يأمل ما يبعد حصوله من أمور الدنيا أو لا يأمل ما يتوقف حصوله على عمر طويل، بل يعد موته قريبا والحاصل أنه ليس له طول الأمل أو لا يؤخر ما يريده من الطاعة ولا يسوف فيها " قليلا زلله " لتيقظه وأخذه بالحائطة لدينه " متوقعا لأجله " أي