" تفهم " أي لطلب الفهم لا للمجادلة " كثير الرحمة " أي ترحمه على العباد كثير " لا يبخل " بالباء الموحدة ثم الخاء المعجمة كيعلم ويكرم وربما يقرأ بالنون ثم الجيم من النجل وهو الرمي بالشئ أي لا يرمي بالكلام من غير روية وهو تصحيف (1) " ولا يعجل " أي في الكلام والعمل " ولا يضجر " في القاموس ضجر منه وبه كفرح و تضجر تبرم، وفي الصحاح الضجر القلق من الغم وقال البطر الأشر، وهو شدة المرح، وقد بطر بالكسر يبطر والبطر أيضا الحيرة والدهش وفي القاموس البطر محركة النشاط والأشر، وقلة احتمال النعمة، والدهش والحيرة والطغيان بالنعمة وكراهة الشئ من غير أن يستحق الكراهة، فعل الكل كفرح وقال: الحيف الجور، والظلم.
" ولا يجور في علمه " أي لا يظلم أحدا بسبب علمه أو لا يظهر خلاف ما يعلم، وربما يقرأ " يجوز " بالزاي أي لا يتجاوز عن العلم الضروري إلى غيره " نفسه أصلب من الصلد " أي من الحجر الصلب كناية عن شدة تحمله للمشاق أو عن عدم عدوله عن الحق وتزلزله فيه بالشبهات، وعدم ميله إلى الدنيا بالشهوات وفي القاموس الصلد ويكسر الصلب الأملس.
" ومكادحته أحلى من الشهد " في القاموس كدح في العمل كمنع سعى وعمل لنفسه خيرا أو شرا وكد ووجهه خدش أو عمل به ما يشينه ككدحه أو أفسده ولعياله كسب كأكتدح وفي الصحاح الكدح العمل والسعي والخدش والكسب، يقال هو يكدح في كذا أي يكد وقوله تعالى " إنك كادح إلى ربك كدحا " (2) أي تسعى انتهى والشهد العسل وقيل المكادحة هنا المنازعة، أي منازعته لرفعة فيها أحلى من العسل وكأنه أخذه من الكدح بمعنى الخدش والعض، استعير هنا لمطلق المنازعة في النهاية كل أثر من خدش أو عض فهو كدح.
وأقول: يحتمل أن يكون المعنى أن سعيه في تحصيل المعيشة والأمور الدنيوية لمساهلته فيها حسن لطيف وقيل الكدح الكد والسعي وحلاوة مكادحته