منتظرا له يعده قريبا منه " خاشعا قلبه " أي خاضعا منقادا لأمر الله، متذكرا له خائفا منه سبحانه " قانعة نفسه " بما أعطاه ربه " منفيا جهله " لوفور علمه " سهلا أمره " أي هو خفيف المؤنة أو يصفح عن السفهاء ولا يصر على الانتقام منهم وقيل أي لا يتكلف لاحد ولا يكلف أحدا.
" ميتة شهوته " أي هو عفيف النفس " صافيا خلقه " عن الغلظ والخشونة " محكما أمره " أي أمر دينه أو الأعم " ليسلم " أي من آفات اللسان " ويتجر ليغنم " أي ليحصل الغنيمة والربح لا للفخر والحرص على جمع الأموال والذخيرة، أو المراد بالغنيمة الفوائد الأخروية أي يتجر لينفق ما يحصل له في سبيل الله فتحصل له الغنائم الأخروية كذا أفاده الوالد رحمه الله أو المراد بالتجارة أيضا التجارة الأخروية كما قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " (1).
" لا ينصت للخير ليفخر به " أي لا يسكت مستمعا لقول الخير لينقله في مجلس آخر فيفخر به، في القاموس نصت ينصت وأنصت وانتصت سكت وأنصته وله سكت له واستمع لحديثه وأنصته أسكته، وفي بعض النسخ " لا ينصب للخير ليفجر به " أي لا يقبل المنصب الشرعي ليفجر به، ويحكم بالفجور، ويرتشي ويقضي بالباطل " ولا يتكلم " أي بالخير.
" نفسه منه في عناء " لرياضتها في الطاعات " والناس منه في راحة " وفسر هذا بقوله " أتعب نفسه لاخرته فأراح الناس من نفسه " لان شغله بأمر نفسه يشغله عن العباض لغيره، وربما يفرق بين الفقرات بأن المراد بالفقرتين الأوليين أن نفسه الامارة منه في عناء وتعب لمنعها عن هواها وزجرها عن مشتهاها فصار الناس منه في راحة لان المدومة على الطاعات والرياضات تصير النفس سليمة حليمة غير مائلة إلى المعارضات " الذي ينتصر له " أي ينتقم لم.