المنضة والنمار في الممهدة الصخور والأحجار المسندة في القبور اللاطية الملحدة التي قد بنى على الخراب فنائها وشيد بالتراب بناؤها فمحلها مقترب وساكنها مغترب بين أهل عمارة موحشين وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران والاخوان على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى وأكلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتا فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم اياب هيهات هيهات كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فكان قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار الثوى وارتهنتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع فكيف بكم لو قد تناهت الأمور وبعثرت القبور وحصل ما في الصدور ووقفتم للتحصيل بين يدي الملك الجليل فطارت القلوب لاشفاقها من
(٢٩٥)