مبتنيا على أسلوب التحقيق الجديد، على أن كثيرا من شروحه وحواشيه لم تطبع إلى الآن وبقيت مخطوطات على رفوف المكتبات العامة والخاصة، بعيدة عن أيدي الباحثين والطالبين.
هذا، وقد تصدى قسم إحياء التراث في مركز بحوث دار الحديث تحقيق الكافي، وأيضا تصدى في جنبه تحقيق جميع شروحه وحواشيه - وفي مقدمها ما لم يطبع - على نحو التسلسل.
ومنها هذه الحاشية التي بين يديك أيها القارئ العزيز، التي لم تطبع حتى الآن.
كان مؤلفها هذا - رفيع الدين محمد بن حيدر الحسيني الطباطبائي النائيني، المعروف ب " ميرزا رفيعا " - من أكابر علماء الإمامية في القرن الحادي عشر، وقد لمع ضياؤه كالكوكب في سماء الحكمة والفكر، وقضى عمره الشريف في البحث والتنقيب والتأليف في معارف التشيع، وتلمذ على يد علماء كبار كالشيخ البهائي، والشيخ عبد الله الشوشتري والأمير أبي القاسم الفندرسكي، وهو شيخ العلامة المجلسي والمحدث الحر العاملي. تصدى لمدحه كل من ذكره، منها الأردبيلي في جامع الرواة بهذه الكلمات: " فريد عصره ووحيد دهره، قدوة المحققين، سيد الحكماء المتألهين، برهان أعاظم المتكلمين. أمره في جلالة قدره وعظم شأنه وسمو رتبته وتبحره في العلوم العقلية، ودقة نظره وإصابة رأيه وحدثه، وثقته وأمانته وعدالته، أشهر من أن يذكر، وفوق ما يحوم حوله العبارة ". وحاشيته هذه من أهم الحواشي على الكافي وأدقها.
واليوم يسر مركز بحوث دار الحديث أن يصدر هذا السفر القيم والتراث الخالد، ويقدمه هدية لمكتبة أهل البيت (عليهم السلام). نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الجهد ذخرا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إنه سميع الدعاء.
قسم إحياء التراث في مركز بحوث دار الحديث محمد حسين الدرايتي