أنا أنيمك وأنا أوقظك، فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا نام هلك، وكذلك الصيام أنا أمرضك وأنا أصحك، فإذا شفيتك فاقضه ".
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة ولله فيه المشيئة، ولا أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا "، ثم قال: " إن الله يهدي ويضل " وقال: " وما أمروا إلا بدون سعتهم، وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم " ثم تلا (عليه السلام): (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) فوضع عنهم (ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) قال: " فوضع عنهم لأنهم لا يجدون ".
____________________
الرسول إنما يتأخر عن هذا التعريف. وما بعد ذلك في هذا الحديث من قوله: (ثم أرسل إليهم) لبيان أن لا تضييق على العباد فيما أمروا به، ثم عمم نفي التضييق عليهم في جميع ما كلفوا به إتيانا وتركا، وفيه إشارة إلى نفي الجبر.
وقوله: (ولله عليه الحجة) كالدليل على ذلك؛ فإنه لا حجة على المجبور؛ لكونه معذورا.
وقوله: (ولله فيه المشية) إشارة إلى نفي القدر، وأن كل ما يكون من العبد مشية الله.
وقوله: (ولا أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا) - سواء كان على وفق مشية الله أو لم يكن - تصريح بنفي القدر.
وقوله: (إن الله يهدي ويضل) دليل على كون الكل بمشية الله.
وقوله: (وما أمروا إلا بدون سعتهم) أي لم يكلفوا بمنتهى سعتهم، بل كلفوا بما لم يصل إليه، وفوقه مراتب من السعة. (وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم) غير مطلوب منهم، فما لم يقع من المأمور به ليس لأنهم لا يسعون له، بل لأنهم لا خير فيهم.
وقوله: (ولله عليه الحجة) كالدليل على ذلك؛ فإنه لا حجة على المجبور؛ لكونه معذورا.
وقوله: (ولله فيه المشية) إشارة إلى نفي القدر، وأن كل ما يكون من العبد مشية الله.
وقوله: (ولا أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا) - سواء كان على وفق مشية الله أو لم يكن - تصريح بنفي القدر.
وقوله: (إن الله يهدي ويضل) دليل على كون الكل بمشية الله.
وقوله: (وما أمروا إلا بدون سعتهم) أي لم يكلفوا بمنتهى سعتهم، بل كلفوا بما لم يصل إليه، وفوقه مراتب من السعة. (وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم) غير مطلوب منهم، فما لم يقع من المأمور به ليس لأنهم لا يسعون له، بل لأنهم لا خير فيهم.