الحاشية على أصول الكافي - رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني - الصفحة ٢٥٤
قال أبو الحسن (عليه السلام): " وإن كان القول قولنا، وهو قولنا، ألستم قد هلكتم ونجونا؟ ".
فقال: رحمك الله، أوجدني كيف هو؟ وأين هو؟ فقال: " ويلك، إن الذي ذهبت إليه غلط، هو أين الأين بلا أين، وكيف الكيف بلا كيف، فلا يعرف بالكيفوفية ولا بأينونية،
____________________
قوله: (أوجدني كيف هو؟ وأين هو؟) أي أفدني كيفيته ومكانه، وأظفرني بمطلبي الذي هو العلم بالكيفية والأين فيه. وغرضه ذلك التوسل بسؤاله إلى النفي الذي هو مطلوبه؛ لأنه إن نفى عنه الكيف والأين - كما هو معتقد أهل الحق - يكون في ظنه دليل العدم، أو عدم ربوبيته. (1) ولو قيل بثبوت الكيفية والأين يتمسك بنفي احتياجه في استغناء الأجسام عن المبدأ، كما توهمه.
ولذا لما نفى (عليه السلام) عنه الكيف والأين بقوله: (هو أين الأين...) أي أوجد حقيقة الأين وأوجد حقيقة الكيف، فكان متقدما على وجود الأين والكيف (فلا يعرف بالكيفوفية ولا بأينونية) أي بالاتصاف بالكيف والأين، وبكونه ذا كيفية وذا أين.
وذلك لأنه هو مبدأ قبل وجود الكيف والأين، فلا يعرف المبدأ بكونه ذا كيفية أو أين. (2) ولأن الخالق الموجد لشيء متعال عن الاتصاف به؛ لأن الاتصاف خروج من القابلية إلى الفعلية، والقابل خال عن الوصف قبل الاتصاف، عادم له، والعادم لشيء وللأكمل والأتم منه لا يكون معطيا له، فالفاعل الخالق لا يكون معطيا نفسه ما يستكمل به.
ولأن المبدأ الأول لما لم يجز عليه الخلو من الوجود فلو كان فيه قابلية الصفة، لكان له جهتان (3)، ولا يجوز استنادهما فيه إلى ثالث؛ إذ لا ثالث في تلك المرتبة،

1. في حاشية " ت ": أي وإن لم يكن في ظنه دليل العدم، لكن يكون دليل عدم ربوبيته؛ لأنه حينئذ يكون موجودا ضعيفا كما كان في بعض الأعراض كالإضافة.
2. في حاشية " ت، م ": البيان الأول لأدنى النفوس وأقربها من الطبائع المادية، والثاني للمتوسط، والثالث لأعلاها وأرفعها عن الطبائع المقارنة وأحراها بمعرفة خواص الوجود الواجب لذاته (منه دام ظله العالي).
3. أي فعلية الوجود وقابليته.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 7
2 الفصل الأول: في حياة المصنف 7
3 الميرزا رفيعا 7
4 نسبه 7
5 أولاده وأحفاده 8
6 الميرزا رفيعا في آراء الآخرين 9
7 أساتذته 11
8 تلاميذه 12
9 آفاق تبحره 13
10 آثاره 14
11 وفاته 16
12 الفصل الثاني: الحاشية على أصول الكافي (الكتاب الذي بين يديك) 18
13 خاتمة: عملنا في الكتاب 22
14 الحاشية على أصول الكافي 27
15 مقدمة المصنف 29
16 خطبة الكتاب 31
17 كتاب العقل والجهل 41
18 كتاب فضل العلم 91
19 باب صفة العلم وفضله 95
20 باب أصناف الناس 102
21 باب ثواب العالم والمتعلم 105
22 باب صفة العلماء 111
23 باب حق العالم 117
24 باب فقد العلماء 119
25 باب مجالسة العلماء 122
26 باب سؤال العالم 124
27 باب بذل العلم 129
28 باب النهي عن القول بغير علم 131
29 باب من عمل بغير علم 138
30 باب استعمال العلم 141
31 باب المستأكل بعلمه 151
32 باب لزوم الحجة على العالم 157
33 باب النوادر 159
34 باب رواية الكتب والحديث 180
35 باب التقليد 188
36 باب البدع والرأي والمقاييس 191
37 باب الرد إلى الكتاب والسنة 207
38 باب اختلاف الحديث 213
39 باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب 230
40 كتاب التوحيد 237
41 باب حدوث العالم 237
42 باب إطلاق القول بأنه شيء 271
43 باب أنه لا يعرف إلا به 281
44 باب أدنى المعرفة 286
45 باب المعبود 289
46 باب الكون والمكان 292
47 باب النسبة 306
48 باب النهي عن الكلام في الكيفية 315
49 باب في إبطال الرؤية 321
50 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى 339
51 باب النهي عن الجسم والصورة 349
52 باب صفات الذات 357
53 باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة 364
54 باب الإرادة أنها من صفات الفعل 367
55 جملة القول في صفات الذات 372
56 باب حدوث الأسماء 376
57 باب معاني الأسماء واشتقاقها 385
58 باب آخر وهو من الباب الأول إلا أن فيه زيادة 400
59 باب تأويل الصمد 414
60 باب الحركة والانتقال 417
61 قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " 422
62 قوله تعالى: " وهو الذي في السماء إله " 424
63 باب العرش والكرسي 425
64 باب الروح 434
65 باب جوامع التوحيد 436
66 باب النوادر 467
67 باب البداء 475
68 باب في أنه لا يكون شيء في السماء... 483
69 باب المشية والإرادة 485
70 باب الابتلاء والاختبار 490
71 باب السعادة والشقاوة 490
72 باب الخير والشر 493
73 باب الجبر والقدر 494
74 باب الاستطاعة 508
75 باب البيان والتعريف 512
76 باب اختلاف الحجة على عباده 514
77 باب حجج الله على خلقه 515
78 باب الهداية أنها من الله 518
79 كتاب الحجة 523
80 باب الاضطرار إلى الحجة 523
81 باب طبقات الأنبياء والرسل 539
82 باب الفرق بين الرسول والنبي 542
83 باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام 544
84 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 546
85 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان 548
86 باب معرفة الإمام 549
87 باب فرض طاعة الأئمة 564
88 باب في أن الأئمة شهداء الله على خلقه 572
89 باب أن الأئمة هم الهداة 573
90 باب أن الأئمة ولاة أمر الله 576
91 باب أن الأئمة خلفاء الله 579
92 باب أن الأئمة نور الله 580
93 باب أن الأئمة هم أركان الأرض 585
94 باب نادر جامع في فضل الإمام 590
95 باب أن الأئمة ولاة الأمر 605
96 باب أن الأئمة هم العلامات 607
97 باب أن الآيات التي ذكرها الله هم الأئمة 608
98 باب ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمة 610
99 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله... 618
100 باب أن من وصفه الله في كتابه بالعلم هم الأئمة 625
101 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة 627
102 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم 628
103 باب أن من اصطفاه الله من عباده 629
104 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان 632
105 باب أن القرآن يهدي للإمام 633
106 باب أن النعمة التي ذكرها الله في كتابه الأئمة 634
107 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله... 636
108 الفهارس العامة 639
109 فهرس الآيات القرآنية 641
110 فهرس الأحاديث 650
111 فهرس الأعلام 652
112 فهرس الكتب الواردة في المتن 655
113 فهرس المذاهب والقبائل والفرق 656
114 فهرس اختلاف النسخ 658
115 فهرس مصادر التحقيق 661