شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩
العلم والعمل مما خلقنا منه فلذلك يقبل الحق ويستقر فيه، وخلق أبدانهم من دون ذلك لقصور ما في قوتهم العملية وقواهم الجسمانية بالنسبة إلى قوتنا وقوانا فوضع كلا في المقام اللائق به.
لا يقال خلق قلوب شيعتهم مما خلق قلوبهم منه يقتضى المماثلة في القوة النظرية وليس كذلك.
لأنا نقول استكمال القوة النظرية كما يكون من جهة التأثر من المفيض كذلك يكون من جهة التأثير في القوى الجسمانية والادراكات والصفات الحاصلة للنفس المدبرة من هذه الجهة، وفي نفس الشيعة وان استكملت نقص ما في التأثير بالنسبة إلى نفوسهم القدسية الكاملة من كل وجه والنقص فيه يوجب النقص في التأثر أيضا وذلك يوجب عدم المساواة بينهما في القوة المذكورة.
قوله: (لأنها خلقت مما خلقنا) ضرورة ان تولدها منه وفرعيتها له وربطها به مقتضية لميلها إليهم وحبها لهم كما يجب الولد والده ويميل إليه.
قوله: (ثم تلا هذه الآية (كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين») لعل المرادان المكتوب للأبرار وهم المؤمنون مطلقا من الافعال الخيرية والاعمال الصالحة لفي عليين وهو ديوان اعمال الصالحين وصحائف أفعال المتقين، ثم قال تفخيما لشأنه (وما أدريك ما عليون كتاب مرقوم» أي مكتوب أو معلم بعلامة يعلم من رآه أن فيه خيرا يشهده المقربون من الملائكة أي يحضرونه ويحفظونه أو يشهدون لهم ما فيه يوم القيامة، والغرض من تلاوة الآية هو الإشارة بتعظيم كتابهم إلى تعظيم شأنهم، ويحتمل أن يراد بعليين الحنة أو أشرف المراتب وأقربها من الله تعالى أو السماء السابعة وحينئذ لا بد من اعتبار الحذف في قولهم له (وما أدراك ما عليون» أي ما كتاب عليين. كما يحتمل أن يراد بكتاب الأبرار ما كتب وفرض لهم من الطينة وبعليين الجنة مع رعاية الحذف لكن كلا الاحتمالين بعيد والثاني أبعد.
قوله: (وخلق عدونا من سجين) عدوهم من أنكر ولايتهم أو ولاية أحدهم أو دفعهم عن مرتبتهم: والمراد بالسجين هنا جهنم أو واد فيها أو حجر في الأرض السابعة أو أبعد المراتب من الله تعالى، ولما كان عدوهم على صنفين صنف هم المقتدون في العداوة والشرور وصنف هم التابعون لهم فيها وكانت أو زار الأولين أكثر وأفخم، وعقوبتهم أشد وأعظم خلق أبدانهم وقلوبهم من أقبح الدركات، وخلق قلوب تابعيهم مما خلقوا منه وأبدانهم دون ذلك لوضع كل واحد في مرتبته.
قوله: (كلا ان كتاب الفجار لفي سجين) يظهر معناه بالنظر إلى ما سبق يخالفه فيجري فيه خلاف ما ذكر.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428